responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 264


عز وجل أثبت من دليل الخطاب أنه ذو عينين وهذا بعيد من الفهم إنما نفى عنه العور من حيث نفي النقائص كأنه قال : ربكم ليس بذي جوارح تتسلط عليه النقائص ، وهذا مثل نفي الولد عنه لأنه يستحيل عليه التجزئ ، ولو كانت الإشارة إلى صورة كاملة ، لم يكن في ذلك دليل على الألوهية ولا القدم فإن الكامل في الصورة كثير . قال : ومن قال بدليل الخطاب فأثبت عينين قيل له : دليل الخطاب مختلف في كونه دليلا في أحكام الفقه وفروع الدين فكيف بأصوله ، ثم هو عند من اعتقده حجة يقضي عليه معنى النطق وهو القياس المظنون فكيف يكون له حكم الدليل وقد قضى عليه دليل العقل بالرد .
الحديث الحادي والخمسون روى البخاري في أفراده من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله عز وجل :
" ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصره به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ، وما ترددت عن شئ أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأكره مساءته " ( 202 ) .


( 202 ) رواه البخاري في صحيحه ( 11 / 341 فتح ) قلت : والحديث فيه كلام وهذا إسناده هناك : حدثني محمد بن عثمان بن كرامة حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا به . فأما خالد بن مخلد القطواني فقال الإمام أحمد : له مناكير ، وقال أبو حاتم : لا يحتج به ، وشريك فيه مقال أيضا وله انفرادات بألفاظ منكرة وقد تقدم ذكر شئ من ذلك في التعليق ص ( 233 ) . وقال الحافظ الذهبي في " الميزان " ( 1 / 641 ) : " ومما انفرد به ما رواه البخاري في صحيحه " فذكر هذا الحديث ثم قال عقبه : " فهذا حديث غريب جدا ، لولا هيبة الجامع الصحيح لعدوه في منكرات خالد بن مخلد ، وذلك لغرابة لفظه ، ولأنه مما ينفرد به شريك وليس بالحافظ ، ولم يرد هذا المتن إلا بهذا الإسناد ولا خرجه من عدا البخاري ، ولا أظنه في مسند أحمد " . وزاد الحافظ فقال : " ليس هو في مسند أحمد جزما " . قلت : بل هو في المسند عن السيدة عائشة رضي الله عنها مرفوعا ، وإنني أعجب من الحافظ كيف يجزم بنفي وجوده من المسند ( 6 / 256 ) ؟ ! ولم ينبه في الفتح بعد ذكر رواية أبي هريرة والكلام عليها أنه في مسند أحمد من حديث السيدة عائشة وإنما عزاه " للزهد " لأحمد وغيره من طريق عبد الواحد بن ميمون عن عروة عنها ، لكنه عزاه في " لسان الميزان " ( 4 / 99 ) في ترجمة عبد الواحد بن ميمون لأحمد في المسند فالله أعلم . قلت : وعبد الواحد هذا متروك ، والخلاصة أن حديث : " من عادى لي وليا " صحيح إلا أن لفظ " التردد " الذي فيه لا يثبت لاحتمال أن يكون من تصرف الرواة وخصوصا أن فيه ضعفاء والله تعالى أعلم . أنظر الفتح ( 11 / 341 - 342 ) .

نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست