وفي حديث أبي موسى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" أن الناس يقولون : إن لنا ربا كنا نعبده في الدنيا فيقال : أو تعرفونه إذا رأيتموه . . . ؟
فيقولون : نعم .
فيقال : كيف تعرفونه ولم تروه . . . ؟
فيقولون : إنه لا شبيه له ، فيكشف الحجاب فينظرون إلى الله عز وجل فيخرون سجدا " * .
قال ابن عقيل : الصورة على الحقيقة تقع على الأشكال والتخاطيط ، وذلك من صفات الأجسام ، والذي صرفنا عن كونه جسما .
الأدلة القطعية كقوله : ( ليس كمثله شئ ) الشورى : 11 .
ومن الأدلة العقلية : أنه لو كان جسما لكان صورة وعرضا ، ولو كان حاملا الأعراض ، جاز عليه ما يجوز على الأجسام ، وافتقر إلى صانع ، ولو كان جسما مع قدمه ، جاز قدم أحدنا ، فأحوجتنا الأدلة إلى تأويل صورة تليق أضافتها إليه ، وما ذاك إلا الحال الذي يوقع عليه أهل اللغة اسم صورة فيقولون كيف صورتك مع فلان ؟ وفلان . . . على صورة من الفقر . والحال التي أنكروها الغضب ، والتي يعرفونها اللطف . فيكشف عن الشدة ، والتغيرات أليق بفعله ، فأما ذاته فتعالى عن التغير نعوذ بالله أن يحمل الحديث على ما قالته المجسمة إن الصورة ترجع إلى ذاته ، فإن في ذلك تجويز التغير على صفاته . فخرجوه في صورة إن كانت حقيقية ، فذلك استحالة . وإن كانت تخيلا فليس ذلك هو ، إنما يريهم غيره .