فلما علم الحق سبحانه ذلك جاءهم بأسماء يعقلونها من السمع والبصر والحلم والغضب ، وبنى البيت وجعل الحجر بمثابة اليمين المصافحة ، وجاء بذكر الوجه واليدين والقدم والاستواء والنزول لأن المقصود الإثبات فهو أهم عند الشرع من التنزيه ، وإن كان التنزيه منها ، ولهذا قال للجارية : أين الله ( 24 ) ، وقيل له : أيضحك ربنا ( 25 ) ؟
قال : نعم ، فلما أثبت وجوده بذكر صور الحسيات نفى خيال التشبيه بقوله ( ليس كمثله شئ ) الشورى : 11 ، ثم لم يذكر الرسول الأحاديث جملة وإنما كان يذكر الكلمة في الأحيان فقد غلط من ألفها أبوابا على ترتيب صورة غلطا قبيحا ( 26 ) ، ثم هي بمجموعها يسيرة ، والصحيح منها