responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 108


فلما علم الحق سبحانه ذلك جاءهم بأسماء يعقلونها من السمع والبصر والحلم والغضب ، وبنى البيت وجعل الحجر بمثابة اليمين المصافحة ، وجاء بذكر الوجه واليدين والقدم والاستواء والنزول لأن المقصود الإثبات فهو أهم عند الشرع من التنزيه ، وإن كان التنزيه منها ، ولهذا قال للجارية : أين الله ( 24 ) ، وقيل له : أيضحك ربنا ( 25 ) ؟
قال : نعم ، فلما أثبت وجوده بذكر صور الحسيات نفى خيال التشبيه بقوله ( ليس كمثله شئ ) الشورى : 11 ، ثم لم يذكر الرسول الأحاديث جملة وإنما كان يذكر الكلمة في الأحيان فقد غلط من ألفها أبوابا على ترتيب صورة غلطا قبيحا ( 26 ) ، ثم هي بمجموعها يسيرة ، والصحيح منها


( 24 ) هذا لو ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا اللفظ : ( أين الله ) ولم يثبت مع أنه في صحيح الإمام مسلم رحمه الله تعالى ، وذلك لأنه ورد في غير صحيح مسلم بأسانيد صحيحة أنه قال لها : " أتشهدين أن لا إله إلا الله " فتبين أن الاختلاف من تصرف الرواة الذين رووا الحديث ، فصار لفظ " أين الله " محل احتمال ، وما طرأ فيه الاحتمال سقط به الاستدلال ، وفرق بين " أين الله " التي تدل على المكان الذي يتعالى الله أن يحل فيه ، وبين " أتشهدين أن لا إله إلا الله " الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يطالب به الناس ويمتحنهم به . ونحن نقطع بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لفظ " أين الله " وإنما قال : " أتشهدين أن لا إله إلا الله " الذي رواه أحمد في مسنده ( 3 / 452 ) وعبد الرزاق في المصنف ( 9 / 175 ) والبزار ( 1 / 14 كشف الأستار ) والدارمي ( 2 / 187 ) والبيهقي ( 10 / 57 ) والطبراني ( 12 / 27 ) وابن الجارود ( 931 ) وابن أبي شيبة ( 11 / 20 ) وغيرهم بأسانيد صحيحه . ( 25 ) لقد أول الإمام البخاري رحمه الله تعالى " الضحك " بالرحمة فيما نقله عنه الحافظ البيهقي في كتابه العظيم " الأسماء والصفات " ( ص 298 بتحقيق الإمام المحدث الكوثري رحمه الله تعالى ) ويصح تأويله أيضا بالرضى . ( 26 ) كابن خزيمة في كتابه التوحيد الذي سماه الإمام الفخر الرازي في تفسيره ( 14 / 27 / 151 ) كتاب الشرك ، وقد ندم ابن خزيمة على تصنيفه ورجع عنه كما جاء عنه بإسنادين في كتاب " الأسماء والصفات " للحافظ البيهقي ( ص 267 بتحقيق المحدث الكوثري ) ، ومثل كتاب التوحيد لابن خزيمة كتاب " السنة " المنسوب لابن أحمد وكذلك " سنة الخلال " وأمثال هذه الكتب التي تحمل في طواياها تجسيما صريحا وروايات تالفة .

نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست