فصل أهان منه عبيد الله الدعي ، ما أكرم عبيد الله الشيعي [1] .
فأعجب لهذين / الاسمين كيف تفاوتا في النزول والسمو ، وكأنما [ 111 ] تفاوضا في التسمي بالولي والعدو . فأقدمهما أراق دمه بحربته [2] ، وأحدثهما نصر من زعمه [3] في الكون من ذريته .
ولما صار ملك مصر لأبنائه ، جعلوا له مصنعا [4] تأنقوا في بنائه . فجاء للروضة نظيرا ، / وبما أشرب من ماء الذهب نضيرا . [ 112 ] يقيد الأبصار جمالا ، ويدله الأفكار جلالا . قد أودع من الرخام الغريب ما أودع ، وكلما أعيد في ترصيعه وأبدى أبدع .
وهنالك مسجد ألبست المرمر حيطانه ، وفيه حجر يصف الأشخاص لمعانه . داخله يبادر استلامه / قبل أن يقضي سلامه ، [ 113 ] ويرسل دموعه بعدما يصل خشوعه ، وقد علقوا عليه ستور الديباج ، وأنفوا لمصابيحه أن تشرج في الزجاج . فهي من الفضة البيضاء كما صفت أمواه الأضاء [5] . تقديسا لتلك الهامة ، لا عدمت صوب الغمامة [6] .