نام کتاب : تصحيفات المحدثين نویسنده : حسن العسكري جلد : 0 صفحه : 3
ولا ريب أن لأبي نعيم مزيد اختصاص به مما جعل الحافظ السلفي يقول - كما في معجم الأدباء ( 8 / 238 ) - : روى أبو نعيم عن أبي أحمد كثيرا . ومنهم أبو بكر الباقلاني شيخ المتكلمين في عصره ، أخذ عنه بالإجازة ، ومنهم عبد الواحد بن أحمد الباطرقاني أحد أئمة القراء ، ومنهم أبو عبد الرحمن السلمي صاحب ( طبقات الصوفية ) وغير هؤلاء كثير . عقيدته : ترجم ابن الجوزي في المنتظم ( 7 / 191 ) للعسكري وأثنى عليه علما وفضلا وقال : كان يميل إلى المعتزلة ، وجاء الحافظ ابن كثير بعده فقال ( 11 / 320 ) : ويقال : إنه كان يميل إلى الاعتزال ، والجديد في عبارة ابن كثير أمران : تصديره ما حكاه ابن الجوزي بصيغة التمريض ( يقال ) ، وتغييره كلمة ابن الجوزي ( المعتزلة ) إلى كلمة ( الاعتزال ) ، فالاعتزال : مبدأ وعقيدة ، والميل إليه ميل واعتناق له ، أما ( المعتزلة ) فأشخاص فيهم اعتناق لذاك المبدأ ، وفيهم صفات أخرى قد تجمع بينهم وبين آخرين ، ولا يلزم من الميل إليهم من أجل هذه الصفات الأخرى أن يكون ثمت ميل إلى ذلك المبدأ . وقد وجدت ما يؤيد كلام ابن الجوزي على هذا الوجه الذي بينته ، ولم أجد ما يؤيد كلام ابن كثير ، على مقتضى ما يفيده لفظه . وجدت اتصالا بين أبي أحمد والصاحب بن عباد ، وهو ينحو في رسالته ( الهداية والضلالة ) - وهي مطبوعة - منحى القدرية والمعتزلة ، وذكر الحافظ السمعاني أنه دخل أصفهان مع أبي بكر الجعابي وهو رافضي ، والرفض والاعتزال توأمان في العقيدة ، وشيخه ابن المنجم السابق الذكر معتزلي ، وله تآليف في ذلك ، كما في ترجمته عند ابن خلكان ( 6 / 198 ) . أما أن في كتبه وثنايا كلامه ما يشم منه رائحة العقيدة الاعتزالية ، فلم أجد شيئا من هذا في كتبه الثلاثة المطبوعة : كتابنا الذي بين يديك ( تصحيفات المحدثين ) و ( شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف ) و ( المصون ) .
مقدمة التحقيق 11
نام کتاب : تصحيفات المحدثين نویسنده : حسن العسكري جلد : 0 صفحه : 3