نام کتاب : تصحيفات المحدثين نویسنده : حسن العسكري جلد : 0 صفحه : 4
ولم تكن صلته بابن عباد إلا أدبية ، وستأتي قصة ذلك ، ودخوله أصفهان مع الجعابي كان في طريق الرحلة التي تجمع بين المختلفين بل والمتخالفين ، وسماعه من ابن المنجم كان في سن الطفولة بحيث لا يكون تأثر من التلميذ بشيخه ، ولا تأثير للشيخ في تلميذه . بل لقد رأيت ما يدفع عنه تهمة الاعتزال ، فقد ذكر الحافظ السلفي - كما تقدم - أن أبا بكر الباقلاني أخذ عن العسكري ، وكان أخذه عنه بالإجازة ، لا بالسماع ، والباقلاني معروف في صلابته في عقيدته بحيث لا يتصور منه حرص على أخذه عن العسكري - لو كان معتزليا - إلى حد أنه حرص على أن يكون بينه وبينه ارتباط علمي ولو بالإجازة ، إذ فاته الأخذ عنه بالتلقي والسماع . وبعد هذا نرى أن عبارة ابن الجوزي كانت أدق من عبارة ابن كثير ، وعلى فرض أن ابن كثير أراد المعنى الذي أراده ابن الجوزي فيكون ابن كثير قد غمز ( هذا الميل ) حيث صدره ب ( يقال ) مضعفا له متبرئا من تبعته . وليس الاتهام بعقيدة زائغة - كالاعتزال مثلا - بالأمر الذي يتساهل فيه فيوصم الرجل به ، اعتمادا على شبه وتشككات ! ! نسأل الله السلامة . ثقافته : كان الإمام أبو أحمد أحد أفذاذ عصره في علم الأدب بمعناه القديم وهو الذي يجمع اللغة العربية بمختلف فنونها ، إلى الشعر وما يتعلق به ، إلى أخبار الأمم الماضية وتاريخ العرب وأيامهم ، ونوادر الناس وطرقهم ، كما نجد هذا عند الجاحظ وابن قتيبة والأصمعي والمبرد وأمثالهم . قال عنه الإمام السمعاني في ( الأنساب ) : أحد أئمة الأدب ، وصاحب الأخبار والنوادر . وقال ابن الجوزي في ( المنتظم ) : الرواية العلامة صاحب الفضل الغزير والتصنيف الحسن الكثير في الأدب واللغة والأمثال . وقال ابن كثير في البداية والنهاية ( 11 / 312 ) : أحد الأئمة في اللغة
مقدمة التحقيق 12
نام کتاب : تصحيفات المحدثين نویسنده : حسن العسكري جلد : 0 صفحه : 4