نام کتاب : تصحيفات المحدثين نویسنده : حسن العسكري جلد : 0 صفحه : 16
ويقرب من هذا الخبر خبران هما : - ورقة 2 أ و ب - عن مجاهد بن موسى الخوارزمي أحد شيوخ مسلم في صحيحه ، وأنه ترك من لم يتقن ، ثم أسند إلى ابن معين قوله : ( من حدثك وهو لا يفرق بين الخطأ والصواب فليس بأهل أن يؤخذ عنه ) . وما ذاك إلا لعظم الخطر الناتج عن إهمال الإتقان في مختلف مواقف العالم في التلقي أو في الرواية ، أو في الكتابة أو في القراءة . ألا ترى إلى ما حكاه الحافظ السيوطي رحمه الله في التدريب ( 2 / 68 ) قال : ( قيل : إن النصارى كفروا بلفظة أخطأوا في إعجامها وشكلها ، قال الله في الإنجيل لعيسى عليه السلام : ( أنت نبيي ولدتك من البتول ) فصحفوها وقالوا : ( أنت بنيي ولدتك من البتول ) مخففا . وقيل : أول فتنة وقعت في الإسلام سببها ذلك أيضا ، وهي فتنة عثمان رضي الله عنه ، فإنه كتب للذي أرسله أميرا إلى مصر : إذا جاءكم فاقبلوه ، فصحفوها : فاقتلوه ، فجرى ما جرى ) . وللسلامة من هذه الآثار السيئة ، وليبق شرع الله تعالى محفوظا ، سلك الأئمة طرقا متعددة في التعلم والتعليم ، منها هذه المسالك الثلاثة ، أتحدث عنها بالاختصار الشديد . 1 - ضرورة أخذ العلم عن أهله المتقنين له تلقيا ومشافهة ومزاحمة لهم بالركب مع الصحبة الطويلة ، ومنعوا من أخذه عن الصحف ، لان من تلقاه عن أستاذ رشيد خبير إنما يتلقى عنه عصارة جهده ، وعمره المديد ، مضافا إلى ما تلقاه هذا الأستاذ عن شيوخه السابقين وهم عمن قبلهم كذلك . ومن تلقى علمه عن الشيوخ المتقنين ولازمهم لن تصل به الغفلة - مهما كان مغفلا إلى حد أن يروي حديثا ( عن جبريل عن الله عن رجل ) فقيل له :
مقدمة التحقيق 23
نام کتاب : تصحيفات المحدثين نویسنده : حسن العسكري جلد : 0 صفحه : 16