نام کتاب : تصحيفات المحدثين نویسنده : حسن العسكري جلد : 0 صفحه : 15
فيكون الخطأ في المتقدمين صوابا عند المتأخرين ، وحينئذ تنقلب الحقائق وتعظم المصيبة . إلا أن شيئا من ذلك لم يكن ، فقد نهض الجهابذة من أئمة العلم لبيان الزيف ولا التلذذ بالدعة ، ولم يثن عزمهم أن ذلك الواهم إمام من أئمة المسلمين لا يمس جنابه بتصحيح وهمه ، أو سلطان حاكم تخشى سطوته إذا ذكر لتصويب خطئه ، بل كان شعارهم ( أحب الحق وأحب فلانا ما اجتمعا ، فإذا افترقا كان الحق أحب إلي من فلان ) . ولهذه النتائج الخطيرة الأثر اهتم العلماء بالضبط والإتقان لما يتحملونه حتى إذا رووه على الناس أو كتبوه في تصانيفهم جاء على الوجه الصحيح ، ومن لطيف صنيعهم أن في الرواة التابعين الثقات رجلين أحدهما ( أبو الحوراء - بحاء مهملة وراء - ربيعة بن شيبان السعدي ) وثانيهما ( أبو الجوزاء - بالجيم والزاي - أوس بن عبد الله الربعي - بفتح الراء المهملة وفتح الموحدة عند المحدثين ، وسكون الموحدة عند أهل النسب - ) . قال السيوطي : ذكر أبو علي الغساني أن عبد الله بن إدريس قال : لما حدثني شعبة بحديث أبي الحوراء عن الحسن بن علي رضي الله عنهما كتب تحته : حور عين ، لئلا أغلط فأقرأه أبو الجوزاء - بالجيم والزاي - . ومن أعجب أخبار أئمتنا في حرصهم على الإتقان أن بعضهم كان يترك الأخذ عمن لم يضبط ويقع في التحريف ، قال الإمام أبو أحمد العسكري في ( شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف ) ص 16 وهو هنا في ورقة 3 أ : ( أخبرني أبو عبيد الآجري - هو محمد بن علي بن عثمان - سمعت سليمان بن الأشعث يقول : قال لي أحمد بن صالح المصري : حدثنا سلامة بن روح في حديث السقيفة : ( بعزة أن يفيلا ) تصحيف ( تغرة أن يقتلا ) ، وكان أحمد بن صالح كتب عنه خمسين ألف حديث فتركه ) .
مقدمة التحقيق 22
نام کتاب : تصحيفات المحدثين نویسنده : حسن العسكري جلد : 0 صفحه : 15