responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصحيفات المحدثين نویسنده : حسن العسكري    جلد : 0  صفحه : 10


ومما ذكروه عن حرص ذوي الفضل على لقائهم به : قصة الصاحب بن عباد ، فقد حكى القصة كاملة ياقوت في ( معجم الأدباء ) بعضها من طريق السلفي ، وبعضها الآخر من طريق ابن الجوزي ، وقد جاءت مشوشة مختصرة عند ابن كثير ، وأنا أنقلها من عند ياقوت مع تقديم وتأخير وأنقل جملة منها عن ابن خلكان .
قال أبو سعيد السقطي - تلميذ العسكري - : إن الصاحب بن عباد كان يتمنى لقاء أبي أحمد ويكاتبه على ممر الأوقات ويستميل قلبه ، فيعتل عليه بالشيخوخة والكبر ، إذ عرف أنه يعرض بالقصد إليه والوفود عليه ، فلما يئس الصاحب منه احتال في جذب السلطان إلى ذلك الصوب - أي البلدة التي فيها العسكري - وبلغ من تحيله أنه قال للسلطان مؤيد الدولة بن بويه : إن عسكر مكرم قد اختلت أحوالها ، وأحتاج إلى كشفها بنفسي ، فأذن له في ذلك ، فتوجه إليها ومعه فخر الدولة بن بويه ، فلما قرب من عسكر مكرم كتب إلى أبي أحمد كتابا وضمنه الشعر والنثر .
قال أبو الحسن البندنيجي : فبينا نحن جلوس نقرا على أبي أحمد ، وصل إليه ركابي [1] ، ومعه رقعة ، ففضها وقرأها وكتب على ظهرها جوابها ، فقلت :
أيها الشيخ ما هذه الرقعة ؟ فقال : رقعة الصاحب ، كتب إلي :
ولما أبيتم أن تزوروا وقلتم * ضعفا فما نقوى على الوخذان [2] أتيناكم من بعد أرض نزوركم * وكم منزل بكر لنا وعوان [3] نسائلكم هل من قرى لنزيلكم * بملء جفون لا بملء جفان قال السقطي : فلما قرأ أبو أحمد الكتاب أقعد تلميذا له ، فأملى عليه الجواب عن النثر نثرا ، وعن النظم شعرا ، وبعث إليه في الحال ، وكان في آخر جوابه :
أروم نهوضا ثم يثني عزيمتي * تعوذ أعضائي من الرجفان



[1] الركابي : منسوب إلى الركاب ، وهي الإبل التي يسار عليها ، واحدتها : راحة . فالمعني : أن الصاحب أرسل ركابيا يحمل رسالة إلى أبي أحمد ، ومعه راحلة ليأتيه به عليها .
[2] الوخذان : سرعة المشي ، وسعة الخطو .
[3] يريد : وكم منزل جديد وقديم ، ومع ذلك تركته وآثرت المجئ إليك .

مقدمة التحقيق 18

نام کتاب : تصحيفات المحدثين نویسنده : حسن العسكري    جلد : 0  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست