responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصحيفات المحدثين نویسنده : حسن العسكري    جلد : 0  صفحه : 11


فضمنت بيت ابن الشريد كأنما * تعمد تشبيهي به وعناني [1] أهم بأمر الحزم لو أستطيعه * وقد حيل بين العير والنزوان [2] فاستحسن الصاحب هذا التضمين ووقع منه موقعا عظيما وقال : لو - عرفت أن هذا المصراع يقع في هذه القافية لم أتعرض لها ، وكنت قد ذهلت عنه وذهل علي .
قال البندنيجي : ثم نهض أبو أحمد وقال : لابد من الحمل على النفس ، فإن الصاحب لا يقنعه هذا ، وركب بغلة وقصده ، فلم يتمكن من الوصول إلى الصاحب لاستيلاء الحشم ، فصعد تلعة ورفع صوته بقول أبي تمام :
مالي أرى القبة الفيحاء مقفلة * دوني ، وقد طال ما استفتحت مقفلها كأنها جنة الفردوس معرضة * وليس لي عمل ذاك فأدخلها فناداه الصاحب : أدخلها يا أبا أحمد ، فلك السابقة الأولى ، فتبادر إليه أصحابه فحملوه حتى جلس بين يديه ، فسأله عن مسألة ، فقال أبو أحمد :
الخبير صادفت . فقال الصاحب : يا أبا أحمد تغرب في كل شئ حتى في المثل السائر ؟ فقال : تفاءلت عن السقوط بحضرة مولانا ، وإنما كلام العرب : سقطت .
قال السقطي : وتفاوضا في مسائل فزادت منزلته عنده ، وأخذ أبو أحمد منه بالحظ الأوفر ، وأدر الصاحب على المتصلين به إدرارا كانوا يأخذونه إلى أن توفي ، وبعد وفاته فيما أظن ، ولما نعي إليه أنشد فيه :
قالوا مضى الشيخ أبو أحمد * وقد رثوخ بضروب الندب فقلت : ما من فقد شيخ مضى * لكنه فقد فنون الأدب رحم الله أبا أحمد وأجزل مثوبته وأعلى مقامه في الأولين والآخرين والحمد لله رب العالمين .



[1] ابن الشريد : هو صخر بن عمرو السلمي أخو الخنساء ، وانظر أبياته وقصها عند العسكري نفسه في ( المصون ) ص 177 :
[2] العير : الحمار الوحشي والأهلي ، والنزوان : الوثوب . وهو مثل يضرب لمن قصد أمرا فعجز عنه ولم ينل مأربه منه .

مقدمة التحقيق 19

نام کتاب : تصحيفات المحدثين نویسنده : حسن العسكري    جلد : 0  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست