نام کتاب : الورع نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 9
الفضلات . وفي الترمذي مرفوعا إلى النبي ( ص ) ( يا أبا هريرة كن ورعا ، تكن اعبد الناس ) . [ ما الذي يدفعنا إلى الورع ] : ثم يتابع ابن القيم فيقول : قال صاحب المنازل . ( الورع : توق مستقصى على حذر . وتحرج على تعظيم ) . يعني ان يتوقى الحرام والشبه ، وما يخاف ان يضره أقصى ما يمكنه من التوقي لان التوقي والحذر متقاربان . الا ان ( التوقي ) فعل الجوارح . و ( الحذر ) فعل القلب . فقد يتوقى العبد الشئ لا على وجه الحذر والخوف . ولكن لأمور أخرى : من اظهار نزاهة وعزة وتصوف ، أو اعتراض آخر ، كتوقي الذين لا يؤمنون بمعاد ولا جنة ولا نار ما يتوقونه من الفواحش والدناءة ، تصونا عنها . ورغبة بنفسهم عن مواقعتها ، وطلبا للمحمدة ، ونحو ذلك . وقوله ( أو تحرج على تعظيم ) يعني ان الباعث على الورع عن المحارم والشبه اما حذر حلول الوعيد . واما تعظيم الرب جل جلاله ، واجلالا له ان يتعرض لما نهى عنه . فالورع عن المعصية : اما تخوف أو تعظيم . واكتفى بذكر التعظيم عن ذكر الحب الباعث على ترك معصية المحبوب ، لأنه لا يكون الا مع تعظميه . والا فلو خلا القلب من تعظيمه لم تستلزم محبته مخالفته . كمحبة الانسان ولده وعبده وأمته . فإذا قارنه التعظيم أوجب ترك المخالفة . قال ( وهو على ثلاث درجات . الدرجة الأولى : تجنب القبائح لصون النفس ، وتوفير الحسنات ، وصيانة الايمان ) . هذه ثلاث فوائد من فوائد تجنب القبائح . إحداها : صون النفس . وهو حفظهما وحمايتها عما يشينها ، ويعيبها ويزري بها عند الله عز وجل وملائكته ، وعباده المؤمنين وسائر خلقه . فان من كرمت عليه نفسه وكبرت عنده صانها وحماها ، وزكاها وعلاها ، ووضعها في أعلى المحال . وزاحم بها أهل العزائم والكمالات . ومن هانت عليه نفسه وصغرت عنده ألقاها
نام کتاب : الورع نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 9