نام کتاب : الورع نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 8
وقال ابن سيرين وابن زيد : امر بتطهير الثياب من النجاسات التي لا تجوز الصلاة معها . لان المشركين كانوا لا يتطهرون ، ولا يطهرون ثيابهم . وقال طاووس : وثيابك فقصر . لان تقصير طهرة لها . والقول الأول : أصح الأقوال . ولا ريب ان تطهيرها من النجاسات وتقصيرها من جملة التطهير المأمور به إذ به تمام اصلاح الاعمال والأخلاق . لان نجاسة الظاهر تورث نجاسة الباطن . ولذلك امر القائم بين يدي الله عز وجل بإزالتها والبعد عنها . والمقصود : ان الورع يطهر دنس القلب ونجاسته كما يطهر الماء دنس الثوب ونجاسته ، وبين الثياب والقلوب مناسبة ظاهرة وباطنة ولذلك تدل ثياب المرء في المنام على قلبه وحاله ، ويؤثر كل منهما في الاخر . ولهذا ونهى عن لباس الحرير والذهب وجلود السباع لما تؤثر في القلب من الهيئة المنافية للعبودية والخشوع . وتأثير القلب والنفس في الثياب امر خفي . يعرفه أهل البصائر من نظافتها ودنسها ورائحتها ، وبهجتها وكسفتها حتى أن ثوب البر ليعرف من ثوب الفاجر ، وليسا عليهما . وقد جمع النبي ( ص ) الورع كله في كلمة واحدة فقال ( من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعينه ) فهل يعم الترك لما لا يعني من الكلام والنظر والاستماع والبطش والمشي والفكر وسائر الحركات الظاهرة والباطنة . فهذه الكلمة كافية شافية في الورع . وقال إبراهيم بن أدهم : الورع ترك كل شبهة ، وترك ما لا يعنيك هو ترك
نام کتاب : الورع نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 8