نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي جلد : 1 صفحه : 284
ألا وإن الأمل يسهي العقل ويورث الغفلة ويأتي بالحسرة . ألا فاعزبوا عن الأمل كأشد ما أنتم عن شئ عازبون ، فإنه غرور وصاحبه مغرور . وافزعوا إلى قوام دينكم بالجد في أموركم فإني لم أر كالجنة نام طالبها ولا كالنار نام هاربها . وتزودوا في الدنيا من الدنيا ما تحرزون به أنفسكم [1] واعملوا خيرا ليوم يفوز بالخير من قدمه ، وانتفعوا بما وعظكم الله به ، واذكروا بلاه عندكم . فسبحان الرحيم بخلقه ، الرؤوف بعباده على غناه عنهم وفقرهم إليه قريب الرحمة واسع المغفرة قوة كل ضعيف ومفزع كل ملهوف . فنحمده على ما أخذ وأعطى ، وعلى ما أبلى وابتلى فسبحانك . خالقا ومعبودا [2] وسبحانك بحسن بلائك عند خلقك محمودا . سبحانك خلقت دارا وجعلت [ فيها ] مأدبة مطعما ومشربا وأزواجا وخدما وقصورا وعيونا ، ثم أرسلت داعيا يدعو إليها ، فلا الداعي أجابوا ولا فيما رغبت رغبوا ولا إلى ما شوقت اشتاقوا ، أقبلوا على حيفة يأكلون ولا يشبعون ، افتضحوا بأكلها واصطلحوا على حبها فأعمت أبصار صالحي زمانها ، ففي قلوب فقهائهم من عشقها مرض ومن عشق شيئا أغشى بصره وغطى على عورته ما في قلبه من حبه ، فهو ينظر بعين غير صحيحة ، ويسمع بأذن غير سميعة خرقت الشهوات عقله وأماتت الدنيا قلبه فهو عبد لها وعبد لمن في يديه شئ منها حيثما زالت الدنيا زال إليها ، وحيثما أقبلت الدنيا أقبل عليها ، لا ينزجر من الله بزاجر ، ولا يتعظ من الله بواعظ .
[1] كذا في المختار : ( 56 ) من القسم الثاني من باب الخطب من نهج السعادة : ج 3 ص 221 ، وفي أصلي ها هنا : " تحزون " بإهمال الحروف الأولى . [2] وانظر المختار : ( 348 ) من نهج السعادة : ج 2 ص 648 ط 1 ، والمختار : ( 109 ) من نهج البلاغة
نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي جلد : 1 صفحه : 284