نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 26
وقد تكون رحلة العالم أو الأديب من أسباب ظهور علمه أو أدبه وانتشاره في الآفاق . قال الأديب أبو بكر المعروف بابن بقي : ولي همم ستقذف بي بلادا * نأت إما العراق أو الشآما لكيما تحمل الركبان شعري * بوادي الطلح أو وادي الخزاما وكيما تعلم الفصحاء أنتي * خطيب علم السجع الحماما وقد أطلعتهن بكل أرض * بدورا لا يفارقن التماما 3 - اتساع الثقافة العامة : وذلك لكثرة احتكاك الانسان بالجديد عليه من الناس وما لديهم من عادات وثقافة وحكم وأمثال ونوادر ، فيتأثر بذلك وينطبع في نفسه حتى تتكون لديه من كل رحلة ولقاء فائدة أو يحفظ حكمة أو نكتة ، أو تقع له حادثة طريفة ، فيحفظ ذلك كله ويصبح له زادا يجتذب إليه الناس بالحديث عنه ، وفي الناس حب التطلع لأخبار غيرهم ومعرفة ما لم يألفوه من أحوالهم ، لذلك احتل الرحالون مراكز الصدارة في المجالس واجتذبوا الناس إليهم بما يحكمون من أنباء رحلاتهم العلمية ، وما يذكرون من أحوال مشايخهم وأخبار أساتذتهم . ومن مشاهداتهم الاجتماعية ، ولطائف الحكم وطرائف النكت التي سمعوها ، والوقائع العجيبة التي صادفوها . 4 - تنمية الفضائل والكمالات في النفس : وقد كان هذا غرضا يرحل إليه الراحلون ، يقصدون أهل الفضل للتأسي بأحوالهم وصفاتهم . قال الامام العالم الحافظ الزاهد أحمد بن فرح الإشبيلي [1] في الامام النووي :