نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 27
" الامام محيي الدين قد صار إلى ثلاث مراتب ، كل مرتبة لو كانت لشخص لشدت إليه الرحال : العلم ، والزهد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " [1] . ورحل الامام الكبير الحافظ يحيى بن يحيى بن بكير التميمي [2] إلى الامام مالك بن أنس للسماع منه ، وبعد أن أتم ذلك بقي عند مالك ، وقال : " أقمت لأستفيد من شمائله " . كما أن الانسان في الرحلة تتغير مألوفاته وعاداته ، فيكتسب بمواجهة ذلك أخلاقا طيبة تغرسها الرحلة في النفس ، مثل خلق الصبر لكثرة ما يلاقيه الراحل من متاعب بدنية وآلام نفسية لفراق الأحبة ، ومثل أدب المداراة ، فإن البعيد عن وطنه أشد شعورا بالحاجة إلى هذا الأدب ممن يعيش بين قوم يعرفون من حسبه ومكانة بيته ما يجعل صراحته خفيفة على أسماعهم . وهذا التلقي الفضائل من الأكابر يفتح رحاب الصدر للاختلاف ، حيث يعذر كل واحد الآخر في خطته أو في اجتهاداته وآرائه ، ولا يتسرع للحط من مخالفه أو الطعن عليه بالابتداع أو الضلال . . . ! ! 5 - كسب صداقات جديدة خالصة : والصداقة الخالصة من ألذ ما يتمتع به الانسان في الدنيا ، وقد ذكر الله تعالى من نعيم أهل الجنة أن متعهم بمحبة بعضهم لبعض " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا . . . " .
[1] انظر المرجع السابق ص 1470 - 1486 ، وانظر دراسة عن النووي في كتابنا " دراسات تطبيقية في الحديث النبوي " ص 376 وما بعد . [2] انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ ص 415 .
نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 27