نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 25
والسبب في ذلك أن البشر يأخذون معارفهم وأخلاقهم وما ينتحلون به من المذاهب والفضائل تارة علما وتعليما والقاء ، وتارة محاكاة وتلقينا بالمباشرة ، إلا أن حصول الملكات عن المباشرة والتلقي أشد استحكاما وأقوى رسوخا ، فعلي قدر كثرة الشيوخ يكون حصول الملكات ورسوخها . والاصطلاحات أيضا في تعليم العلوم مخلطة على المتعلم حتى لقد يظن كثير منهم أنها جزء من العلم ، ولا يدفع عنه ذلك إلا مباشرته لاختلاف الطرق فيها من المعلمين ، فلقاء أهل العلوم وتعدد المشايخ يفيده تمييز الاصطلاحات بما يراه من اختلاف طرقهم فيها ، فيجرد العلم عنها ، ويعلم أنها أنحاء تعليم وطرق توصيل ، وتنهض قواه إلى الرسوخ والاستحكام في الملكات وتصح معارفه وتميزها عن سواها ، مع تقوية ملكته بالمباشرة والتلقين وكثرتهما من المشيخة عند تعددهم وتنوعهم . وهذا لمن يسر الله عليه طرق العلم والهداية ، فالرحلة لا بد منها في طلب العلم لاكتساب الفوائد والكمال بلقاء المشايخ ومباشرة الرجال ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " . انتهى . 2 - نشر العلم الذي حصله العالم : وذلك أن العالم كثيرا ما ينبغ في بلد يضيق عن حمل نبوغه ، لعدم توفر الكفاءات أو لقلة اهتمام أهل البلد بهذا الفن أو الاختصاص ، فيرحل إلى مدينة تكون أوسع مجالا للآراء الخطيرة ، أو أشد حاجة ، فتعظم مكانته ويكثر الانتفاع بحكمته ، ولولا الرحلة لما عظم شأنه ولما كثرت ثمرات نبوغه ، وهذا الشيخ عز الدين بن عبد السلام مر عند خروجه من الشام بالكرك فتلقاه صاحباه وسأله الإقامة عنده ، فقال له الشيخ : " بلدك صغير عن علمي " . وتوجه إلى القاهرة .
نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 25