نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 46
وهذا منصب عظيم جدا ، عني به المسلمون ، وكانوا منذ سالف عهدهم الأول يراقبون الرواية ، فأبو بكر الصديق كان يتثبت في الرواية . وعمر رضي الله عنه كان يحض على الاقلال من الرواية ، خشية أن تزل أقدام المكثرين في الخطأ في الرواية . وكذلك فعل علي رضي الله عنه فقد راقب القصاص وكان يستحلف الراوي [1] ثم قام أئمة الاسلام بذلك خير قيام ، فمن أثنوا عليه قبل حديثه وارتفع ، ومن خفضوه لم يرتفع ميزانه ، وكان الحكام من تحت إشارتهم ، ينزلون العقاب بالكذابين والوضاعين . تحرزا وحفظا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخلل أو الكذب . منهج الخطيب العلمي يمتاز الخطيب البغدادي بتعدد جوانبه العلمية التي عرف بها حتى أن دراسة منهجه العلمي تستغرق أبحاثا وفصولا مطولة ، لا يحتملها هذا البحث الذي بنيناه على الاختصار الشديد ، إلا أنا سنلقي على هذا المنهج ضوءا يفسح المجال لاستكمال صورة هذا الامام فنتكلم عن منهجه في هذه العلوم الثلاثة : 1 - علم الكلام ، 2 - علم الفقه ، 3 - الحديث وعلومه . 1 - منهجه في علم الكلام : وأهم مسألة يعرف بها اتجاه العالم في هذا الميدان هي مسألة الصفات
[1] انظر للتوسع في منهج الصحابة العلمي في الرواية كتابنا " منهج النقد في علوم الحديث " الدور الأول من أدوار علوم الحديث ص 29 - 50 وخصوصا قوانين الرواية في عهد الصحابة .
نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 46