نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 47
المتشابهة ، قد احتدم فيها الخلاف ، واشتد ، فماذا كان مذهب الخطيب ؟ يقول عبد العزيز الكتاني في الخطيب : " وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري " . وهذا القول قد يوهم أن الخطيب البغدادي يذهب إلى تأويل هذه الصفات كما هو مشهور من مذهب الأشعري أنه يؤولها ، فيفسر اليد في مثل قوله تعالى " يد الله فوق أيديهم " بالقدرة ؟ وهكذا . . . وذلك ما فهمه الامام الذهبي . لكن دأب المحدثين هو الاحتياط ، والسير على طريق السلف رضي الله عنهم ، والخطيب وهو إمام محدث لم يقل بهذا التأويل ، وإنما كان على مذهب السلف ، أي على عدم التأويل ، وهو رأي آخر للامام الأشعري رحمه الله ، على الرغم مما اشتهر عنه من التأويل حتى قد يظن البعض أنه رأيه الوحيد في المسألة . وهذا موقف دحض تزل فيه الأقدام ، وقع بسببه كثير من الناس في تشبيه الله بمخلوقاته ، أو ما يقارب التشبيه عياذا بالله تعالى ، وهم يظنون ذلك مذهب السلف الصالح رضي الله عنهم وقد برأهم الله منه . انظر إلى كلام الخطيب نفسه يبرز المذهبين ويشرح مذهب السلف ويعلن اختياره إياه فيقول - كما روى عنه الذهبي في التذكرة [1] - . " أما الكلام في الصفات فان ما روى منها في السنن الصحاح ، مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها ونفي الكيفية والتشبيه عنها ، وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله ، وحققها قوم من المثبتين فخرجوا من ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف ، والفصل إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة