نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 44
ورجاحة عقلهم ، وتماسك شخصيتهم ، فالعالم الكثير العلم كثير التواضع لا يعرف الافتخار ، ولا التبجح ، ولا الدعوى ولا الدعاية ، إنما هي سبيل من قل حظه في العلم ، وفقد التماسك في شخصيته ، فلا يجد ما يدلي به إلا التبجح ، ودعوى العندية الزائفة ، وتشامخ الغرور الكاذب . ولقد كان الخطيب البغدادي مثلا يحتذي به ، وأسوة يقتدي به في هذه الخليفة الرفيعة ، كان جم التواضع لين الجانب ، قال سعيد المؤدب : قلت للخطيب عند لقائي له : " أنت الحافظ أبو بكر ؟ " فقال : " أنا أحمد بن علي الخطيب ، انتهى الحفظ إلى الدارقطني " . وهذه تآليفه أكبر شاهد على تواضعه ، وهضم شهواته الدنيئة لح الظهور والتعاظم ، فكل تأليف منها ينبئ عن غزارة علمه واطلاعه ، وعن ابتكاره الناطق بإمامته . لكنك لا تجد فيها ما يشعرك بأنه يدل بذلك أو ينوه به ، فضلا عن المفاخرة والتباهي . . . وما أحسن قوله رحمه الله : إن كنت تبغي الرشاد محضا * لأمر دنيا والمعاد فخالف النفس في هواها * إن الهوى جامع الفساد مكانته العلمية وثناء العلماء عليه : تبوأ الخطيب البغدادي مكانة علمية عالية عند العلماء ، فكان محل ثنائهم ومدحهم وثقتهم ، قال أبو نصر بن ماكولا : " كان أبو بكر الخطيب آخر الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظا وإتقانا ، وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفننا في علله وأسانيده ، وعلما بصحيحه وغريبه ، وفرده ومنكره ، ومطروحه . . . ولم يكن لبغداد بعد الدارقطني مثله " .
نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 44