نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 43
كان في درجة الكمال خلقا وهيئة ومنظرا ، وكان إلى جانب عنايته بمظهره " حسن الخط كثير الضبط ، وهذا مما يعني به المحدثون أكثر من غيرهم ، كما كان يراعي آداب المحدث في القراءة المفصحة فكان إذا قرأ الحديث في جامع دمشق يسمع صوته من كان في آخر الجامع ، وكان يقرأ مع هذا معربا صحيحا " . وكان حريصا على العلم لا يفارق المطالعة لحظة ، قال ابن الآبنوسي : " كان الخطيب يمشي وفي يده جزء يطالعه " وكان كثير التعبد تاليا للقرآن ، حتى ذكر من رافقه في السفر " أنه كان يختم كل يوم ختمة إلى قرب المغيب قراءة ترتيل " . وكان على عفة وترفع عن الدنيا ، ابتعد عن الدخول إلى السلطان والتقرب إليه ، كما ابتعد عن السياسة ، وهذا أمر حسن يتيح للعالم التفرغ لنشر العلم ، وينفع الناس به نفعا كثيرا . عرف الدنيا وزخرفها الباطل وغرورها الخادع ، فترفع عنها ، ومن قوله في ذلك هذه الأبيات من الشعر : لا تغبطن أخا الدنيا بزخرفها * ولا بلذة وقت عجلت فرحا فالدهر أسرع شئ في تقلبه * وفعله بين للخلق قد وضحا كم شارب عسلا فيه منيته * وكم تقلد سيفا من به ذبحا ومن كان على هذه المعرفة بالدنيا كان واثقا بالآخرة عاملا لها متورعا تقيا ، يتجنب ما فيه شبهة ويجتهد في القربات بالعبادة والدعاء ، والذكر والقرآن ، والصدقات . ثم إن التواضع من شيم العلماء البارزة التي تدل على علو كعبهم في العلم ،
نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 43