فيقول الله عز وجل : اذهب ، هل تعرف أحدا من الصالحين أغفر لك بمعرفته ؟
فيذهب ، فيدور مقدار ثلاثين سنة ، فلا يرى أحدا يعرفه ، فيرجع إلى الله عز وجل ، فيقول : يا رب ، لا أرى أحدا ! ! فيقول الله عز وجل : اذهبوا به إلى النار ، فتتعلق به الزبانية يجرونه ، فيقول : يا رب ، إن كنت تغفر لي بمعرفة المخلوقين ، فإني بوحدانيتك أنت أحق أن تغفر لي ، فيقول الله للزبانية : ردوا عارفي ، لأنه كان يعرفني ، واخلعوا عليه خلع كرامتي ، ودعوه يتبحبح في رياض الجنة ، فإنه عارف بي ، وأنا له معروف .
فصل [ فيما يتحف به أهل النار عند دخولهم إليها - أجارنا الله منها ] قال الله عز وجل : ( ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم هذا نزلهم يوم الدين ) [ الواقعة : 51 - 56 ] .
والنزل : هو ما يعد للضيف عند قدومه ، فدلت هذه الآيات ، على أن أهل النار ، يتحفون عند دخولها ، بالأكل من شجرة الزقوم ، والشرب من الحميم ، وهم إنما يساقون إلى جهنم عطاشا ، كما قال تعالى :
( ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ) [ مريم : 86 ] .
قال أبو عمران الجوني : بلغنا أن أهل النار ، يبعثون عطاشا ، ثم يقفون