responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 96


على أنه كان يذكر ما فيها أو بعضه من حفظه ، ومن قرأها لهم كلها أو بعضها لم يكتبوها ، بل حدثوا بما حفظوا ، ومنه ما هو من لفظ الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ومنه ما هو إجمال للمعنى كقوله " العقل وفكاك الأسير " فإن المراد بالعقل دية القتل وسميت عقلا لأن الأصل فيها أن تكون إبلا تعقل أي تربط بالعقل في فناء دار المقتول أو عصبته المستحقين لها ، وقوله ( أسنان الإبل ) في بعض الروايات ، معناه ما يشترط في أسنان إبل الدية أو الصدقة إلخ . . . وجملة القول : أننا لا نعلم أن أحدا كتب عن أمير المؤمنين ما كان في تلك الصحيفة بنصه ، ولا أنه هو كتبها بأمر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لأنه قال في رواية قتادة عن أبي حسان إنه سمع شيئا فكتبه . ا ه‌ باختصار .
وإذا كان لنا من كلمة نعلق بها على أمر هذه الصحيفة المنسوبة إلى علي رضي الله عنه - وما جاء فيها من روايات مختلفة في كتب الحديث فهي أننا لا نطمئن إلى ما جاء فيها من روايات مهما كان رواتها ، وبحسبك أن تجد ابن حجر قد قال في هذه الروايات ما قال .
ومرد شكنا إلى أن عليا رضي الله عنه إذا كان قد أراد أن يكتب عن رسول الله ما يراه نافعا للدين وللمسلمين فلا تكفيه مثل هذه الصحيفة التي كان يضعها كما يقولون في قراب سيفه وإنما كان يكتب آلاف الأحاديث في جميع ما يهم المسلمين وهو صادق في كل ما يكتب إذا أراد ، على أننا قد أفدنا من أخبار هذه الصحيفة فائدة كبيرة إذ أثبتت لنا كيف تفعل الرواية بالمعنى فعلها ، وأنها كانت ضررا على الدين وعلى اللغة والأدب كما سنبينه قريبا إن شاء الله .
ونختم هذا الفصل بكلمة صغيرة جامعة للحافظ ابن كثير جاءت في كتاب الباعث الحثيث [1] ، قال بعد أن تكلم عمن جوزوا رواية الحديث بالمعنى :
" ومنع الرواية بالمعنى طائفة آخرون من المحدثين والفقهاء والأصوليين ، وشددوا في ذلك آكد التشديد - وكان ينبغي أن يكون هذا هو الواقع ، ولكن لم يتفق ذلك " وذلك لأن الذي جرى عليه الأمر ، هو رواية الحديث بالمعنى ، وهو ما تجده في



[1] ص 165 و 166 من كتاب الباعث الحثيث .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست