responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 267


كتابا مختصرا لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع الجامع الصحيح [1] .
الأطوار التي تقلب فيها التدوين :
تبين لك فيما تقدم أن أحاديث رسول الله صلوات الله عليه لم تدون في حياته ولا في عصر الصحابة وكبار تابعيهم ، وأن التدوين لم ينشأ إلا في القرن الثاني للهجرة في أواخر عهد بني أمية ، وأنه لم يتخذ طريقا واحدا بل تقلب في أطوار مختلفة .
فكان في أول أمره جمعا من رواية الرواة مما وعت الذاكرة من أحاديث رسول الله ، وكان ذلك في صحف لا يضمها مصنف جامع مبوب ، وكانت هذه الصحف تضم مع الحديث فقها ونحوا ولغة وشعرا وما إلى ذلك ، مما تقضي به طفولة التدوين ، وهذا هو " الطور الأول " من التدوين ولم يصل إلينا منه شئ في كتاب خاص جامع ثم أخذ التدوين " طوره الثاني " في عصر العباسيين فهذب العلماء - بما اقتبسوا من مدينة فارس - ما في هذه الصحف ورتبوه ، بعد أن ضموا إليه ما زادته الرواية في هذا العصر ، وصنفوا من كل ذلك كتبا كسروها على الحديث وما يتصل به من أقوال الصحابة وفتاوى التابعين ولم يدخلوا فيها أدبا ولا شعرا . وكان كثير من المتقدمين يطلقون اسم الحديث على ما يشمل آثار الصحابة والتابعين ، وأخذ التدوين هذا النمط تبعا لارتقاء التأليف في العصر العباسي ، وتميزت العلوم بعضها من بعض وجمعت مسائل كل علم على حدة ، وظل التأليف يجري على هذا السنن إلى آخر المائة الثانية ولم يصل إلينا من الكتب المبوبة في هذا الطور إلا موطأ مالك رحمه الله .
وبعد المائة الثانية أخذ التدوين يسير في طريق أخرى دخل بها في " الطور الثالث " فأنشأ العلماء يفردون كل ما روى من الأحاديث في عهدهم بالتدوين بعد أن كان من قبل مشوبا بأقوال الصحابة وغيرهم - كما بينا - وصنفت في ذلك مسانيد كثيرة أشهرها مسند أحمد وهو لا يزال موجودا بيننا ، وسنتحدث عنه عند



[1] ص 4 من مقدمة فتح الباري لابن حجر .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست