وفي المواهب الفتحية [1] :
إن الزبير بن العوام وجهم بن الصلت كانا يكتبان أموال الصدقة ، وكان حذيفة يكتب خرص النخل ، وكان المغيرة بن شعبة والحصين بن نمير ، يكتبان المداينات والمعاملات .
جمع القرآن وسببه :
قضى رسول الله ولم يكن القرآن جمع في شئ وذلك أنه كان في الصدور ، وفيما كتب متفرقا ، في عهد النبي ، ولما تولى أبو بكر ونشبت حرب الردة وقتل فيها كثير من الصحابة - خشي عمر من ضياع القرآن بموت الصحابة ، فدخل على أبي بكر وقال له : إن أصحاب رسول الله باليمامة يتهافتون تهافت الفراش في النار ، وإني أخشى ألا يشهدوا موطنا إلا فعلوا ذلك حتى يقتلوا وهم حملة القرآن [2] فيضيع القرآن وينسى ، ولو جمعته وكتبته ؟ فنفر منها أبو بكر ، ولما تراجعا أرسل أبو بكر إلى زيد بن ثابت وقال له : إن عمر قد دعاني إلى أمر فأبيت ، وأنت كاتب الوحي فإن تكن معه اتبعتكما ، فنفر زيد كذلك ، وقال : نفعل ما لم يفعل رسول الله ؟
فقال عمر : وما عليكما لو فعلتما ذلك ؟ فشرح الله صدري لذلك ، ورأيت في ذلك ما رأى عمر ، ثم تتبعت القرآن أجمعه من العسب [3] واللخاف ، والأكتاف وقطع