responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 188


ولا أدري والله أين يذهبون مما جاء في سورة الحجر من الكتاب العزيز في قوله تعالى : " قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين . قال هذا صراط علي مستقيم . إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين " [1] . وكيف يدفعون الكتاب بالسنة ، أو يعارضون المتواتر الذي يفيد اليقين ، بأحاديث الآحاد التي لا تفيد إلا الظن ؟ ! هذا إذا كانت هذه الأحاديث صحيحة .
على أن حديث نخس الشيطان هذا قد طعن فيه الزمخشري في الكشاف وقال فيه فخر الدين الرازي في تفسيره [2] " طعن القاضي في هذا الخبر وقال إنه خبر واحد ، ورد على خلاف الدليل فوجب رده ، وإنما قلنا على خلاف الدليل لوجوه ، أحدها : أن الشيطان إنما يدعو إلى الشر من يعرف الخير والشر - والصبي ليس كذلك !
الثاني : أن الشيطان لو تمكن من هذا النخس لفعل أكثر من ذلك ، من إهلاك الصالحين وإفساد أحوالهم .
الثالث : لم خص بهذا الاستثناء مريم وعيسى عليهما السلام دون سائر الأنبياء عليهم السلام ؟
الرابع : أن ذلك النخس لو وجد بقي أثره ، ولو بقي أثره لدام الصراخ والبكاء - فلما لم يكن ذلك علمنا بطلانه .
وقال أستاذنا الإمام محمد عبده رضي الله عنه [3] :
" والمحقق عندنا أنه ليس للشيطان سلطان على عباد الله المخلصين ، وخيرهم الأنبياء والمرسلون - وأما ما ورد في حديث مريم وعيسى من أن الشيطان لم يمسهما ، وحديث إسلام شيطان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وحديث إزالة حظ الشيطان من قلبه ( صلى الله عليه وسلم ) ، فهو من الأخبار الظنية لأنه من رواية الآحاد -



[1] سورة الحجر : 39 - 41 .
[2] ص 459 ج 2 .
[3] ص 291 ، 392 ج 3 تفسير القرآن الحكيم .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست