ولما كان موضعها عالم الغيب ، والإيمان بالغيب من قسم العقائد ، وهي لا يؤخذ فيها بالظن لقوله تعالى : " إن الظن لا يغني من الحق شيئا " - كنا غير مكلفين الإيمان بمضمون تلك الأحاديث في عقائدنا .
ابن جريج وممن كان يبث في الدين الإسلامي مما يخفيه قلبه - ابن جريج الرومي ، الذي مات سنة 150 ه وكان البخاري لا يوثقه وهو على حق في ذلك . قال الذهبي في تذكرة الحفاظ إنه من أصل رومى فهو نصراني الأصل . ويقول عنه بعض العلماء إنه كان يضع الحديث ، وإنه تزوج بتسعين امرأة زواج متعة .
ومن المسيحيات التي تدسست إلى الإسلام ما ذكروه من إقعاد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) على العرش ! ذلك أنهم لما رأوا أن من عقائد المسيحيين أن عيسى عليه السلام يقعد بجوار الله على العرش [1] عز عليهم ألا يقعد محمد ( صلى الله عليه وسلم ) هو الآخر على العرش ، فرووا هذا الخبر الذي ننقله لك بنصه عن كتاب بدائع الفوائد لابن القيم ص 39 و 40 ج 4 .
" قال القاضي : صنف المروزي كتابا في فضيلة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وذكر فيه " إقعاده على العرش " قال القاضي : وهو قول أبي داود وأبي جعفر الدمشقي وإسحاق بن راهويه وإبراهيم الحربي وعبد الله بن الإمام أحمد ، والمروزي ، وبشر الحافي ، ثم ذكر أسماء أكثر من خمسة عشر عالما يقولون بذلك .