responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقدمة تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 82


انّ الشيخ الطوسي رحمه الله الذي احتل بفضل مقامه العلمي ومركزه القيادي مكان الصدارة حتى عرف بشيخ الطائفة ، وأصبحت آثاره مدار البحث والتدريس ، وآراؤه الفقهية يتدارسها الفقهاء بكل احترام وتسليم ، وعكفوا عليها قرابة قرن أو أكثر ، لا يجرأ أحد على نقدها ، حتى نقل صاحب المعالم في آخر مبحث الإجماع عن والده الشهيد الثاني قوله : انّ أكثر الفقهاء الذين نشأوا بعد الشيخ - الطوسي - كانوا يتبعونه في الفتوى تقليداً له ، لكثرة اعتقادهم فيه ، وحسن ظنهم به [1] .
ولم تكن شهرته مقصورة على العراق فحسب ، بل وليس الفقهاء وحدهم كانوا يتبعونه في الفتوى تقليداً له ، فثمة عالم من علماء الزيدية قلّد الشيخ الطوسي في منهجه الذي اتبعه في كتابه الفهرست حيث ترجم لأحد علماء الزيدية في ضمن رجال الإمامية فقال العالم الزيدي وهو يترجم للإمام المؤيد أبي طالب الهاروني : وقد اشتملت الترجمة . . . على ذكر الحسين بن هارون والد الإمام المؤيد أبي طالب ( ، وقد سبقت ترجمته ، ولم يكن زيدياً ، إلا أنّه أحد عمدهم في النقل لأخبار الأئمة ، فالعذر في ذكره هو ما اعتذر به أبو جعفر الطوسي في ذكر ابن عقدة الزيدي في رجال الإمامية [2] .
فمن كانت شهرته العلمية قد تجاوزت حدود بلاده ، وأصبحت سيرته في التأليف نموذجاً يحتذى ، وحجة تقتدى ، كان من الصعب جداً أن تتخطى آراؤه ، أو الخروج عن منهاجه بسهولة ، وليس من المقبول أن يقول عنه قائل أنّ



[1] - معالم الأصول : 179 .
[2] - وهذا العالم الزيدي هو القاضي صالح بن محمّد بن أبي الرجال المتوفى سنة 1092 من أعلام الزيدية في القرن الحادي عشر قال ذلك في كتابه مطلع البدور 4 : 65 نسخة مصورة بمكتبتي ، ويدل ذلك على استمرار السيادة والريادة المنهجية للشيخ الطوسي حتى ذلك القرن .

نام کتاب : مقدمة تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست