روايات ممن لم يدرك الصادق عليه السلام ، وكيف يمكن أن يروي أبان المتوفى في حياة الصادق عليه السلام عمن هو متأخر عنه بطبقة أو طبقتين .
ومن جملة تخليطه أنّه ذكر روايات استطرفها من كتاب السياري وقال :
واسمه أبو عبد الله صاحب موسى والرضا عليهما من الله آلاف التحية والثناء .
وهذا فيه خلط واضح ، فإنّ السياري هو أحمد بن محمّد بن السيار أبو عبد الله ، وهو من أصحاب الهادي والعسكري ( ، ولا يمكن روايته عن الكاظم والرضا ( .
وأمّا قوله : لا يعتمد على تصنيفه فهو غير صحيح ، وذلك فانّ الرجل من أكابر العلماء ومحققيهم ، فلا مانع من الاعتماد على تصنيفه في غير ما ثبت فيه خلافه .
إذن فقد تبيّن معنى التخليط الذي رماه به الحمصي عند العلماء ، ولي - فيما يأتي - رأي لا يبعد كثيراً ولكنه أكثر وضوحاً ، وهذا كله لا يحسم الموقف ما دمنا لم نقرأ نقاط المؤاخذة على ابن إدريس من خلال مواقفه هو مع الشيخ الطوسي في كتبه .
لذلك فسوف نبدأ بعرض الموقف بين الطوسي وابن إدريس ، ثم نعقّب على مواقع المؤاخذة بما نراه وطبيعة المؤاخذة .
موقفه من العلماء المتقدّمين :
1 - مع الشيخ الطوسي رحمه الله :
وبالأحرى أن يكون العنوان مواقف ابن إدريس النقدية لآراء الشيخ الطوسي ، وسنتحدث عن ذلك ما وسعنا الحديث فنقول :