هذا هو الألمعي الأوحد ، والعلاّمة الأمجد ، سماحة السيد محمّد مهدي الخرسان المؤيّد ، دامت معاليه أبو صالح المسدّد ، الذي كرّس صالح أيامه ويكرّسها دوماً بتحقيق نُخب الفوائد ، ونشر الدرر الفرائد ، التي منها موسوعةٌ من مآثر العميد الفذ ، عين من أعيان فقهائنا الراحل ، الشيخ الأجل الكامل ، والفقيه الأسبق الباسل ، أبو عبد الله محمّد بن إدريس الحلي ، قدس سرّه العليّ ، أعني كتاب سرائره ، المُختَزَن بفروع مآثره ، التي استنبطها من الكتاب والسنّة ، مشروحة ممتنّة ، بنظم رائق ، ودعم واثق ، على سنن فقهائنا الأثبات ، من فروع الطهارة إلى أحكام الديات ، قد نظمها في السمط بصورة حرّة ممتازة ، تحكي تلك الميزة بحقها هذه المقدمة الفخمة التي تلمع بين يديك ، أملاها سماحة السيّد المتقدّم سموّه ، خصيصةً لهذا الشأن المهتم به ، قد زانت الكتاب بما أبدت فيه من لباب ، تنبئك عن مدى عظمة الكاتب والكتاب ، كما تحيطك خُبراً بما أتعب نفسه بغير حساب ، في سبيل تحقيق هذه الأمنية ، وتعميق جذورها الفنيّة ، بفصول جامعة ، وسطور لامعة .
تشير أولاً إلى عرض المساهمة بعد مضي سنين طوال ، على فكرة تعبيد طريقه إلى المنال ، وأخذ وردّ حول تلك الفكرة في قيل وقال ، عرض أن يشاطره فريق من ذوي الكفاية ، الذين يرجى بعونهم سرعة الوصول إلى النهاية ، قد لعب تحقيق العرضة دوراً غير قصير في تكييف المسير ، حتى اعتذر بعضهم بادئ بدئه ، ولبى الآخرون بحماس ، بما ظُنّ به أن تم وضع حجر الأساس ، لكن بعد أن اقتسموا المشروع ، وأخذ كلٌ بحصته في الشروع ، دبّت فيهم حسيكة الملل ، وحان منهم حنين ليت ولعل ، إلى أن رجع بعضهم بعد أشواط السيرة ، بحجة صعوبة المسيرة ، وأخذ الباقي في الاعتذار ، بأنّ الفرصة لا تسمح له بالاستمرار ، فرأى بعد اللتيا والّتي ، أن لا يليق الوقوف