صورة ما جاد به يراع سماحة سيدنا آية الله السيد علي بهشتي رحمه الله [1] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله عالم السرائر ، شاهد الضمائر ، منزل الوحي السماوي ، والكتاب الحاوي ، لتحرير غوات العباد ، عن نير الغواية والالحاد ، إلى نور الهداية والرشاد ، في خير مزيد ، وحياة لا تبيد ، يفوز بها ذوو الجدّ الأسنى ، فهم الذين سبقت لهم من الله الحسنى ، والصلاة والسلام على أشرف رسله وخاتمهم محمّد المبعوث بخير دين ، بأشرف الصلاة المهداة إلى المرسلين ، وعلى آله الغرّ الميامين ، ما دامت السماوات ، وقامت الدعامات .
أمّا بعد : فإنّ لله تعالى في عباده نعماً لا يعرف قدرها ، ولا ينال صفوها عن كدرها ، إلا من طاف ببصيرة فائقة ، وقريحة رائقة ، طاف أجواء هذي البسيطة ، وأرجاء هاتي الخريطة ، بجهد يتبعه التَعَب ، وسعي يعقبه النصَب ، حتى اهتدى إلى كنوز غاباتها ، يصطفي خيار غاياتها ، فيجتني منها خيار ما اصطفى ، ويرتوي فيها بعذب ما طاب وصفا ، ويُهدي للآخرين ما تسنّى له من حصيلة ، ويهبهم ما حقق من فضيلة ، ويبث فيهم عوائده صفواً ، ويكيل لهم فوائده عفواً ، من غير ضنٍّ ولا منٍّ .