بأثناء الطريق ، حيث لا يوازره منهم فريق ، وأنّ الصواب الاعتماد على سعيه ، وتحمل العبء على كاهله وحده ورأيه ، رغم خطورة المهمة وثقلها ، فاستعان بالله وجدّ في سيره ساعياً مشكوراً .
ثم تنير آفاقاً من حياة المؤلِف وجهات المؤلّف ، بفوائد تترى وتُزفّ .
ثم تشير إلى تخليص الكتاب من شواذ كانت تسرّبت إليه من نفاذ ، إلى أن أكمل ما أسّس ، وأجمل ما اقتبس ، لا أريد أن أعرِفّك مجهولاً غائباً منك ، أو بعيداً عنك ، فلتجدنّها بنفسك أوفى بما أجملت لك ، لقد تضمّنت حقائق لا يُستغنى عن الاطلاع عليها والركون إليها ، لم يسبقه بها أحد ، ولا يلحقه غداً أيضاً أو بعد غد ، يعجبك مدى اهتمامه بجمع ما استطرف ، وأفاد واستظرف ، إحاطة بمصادر ما حقق وأشاد ، فللّه درّه ، وعليه أجره ، في إحياء ذلك التراث العلمي القيّم ، والأساس الديني التّم ، بما قدّم فيه من وثائق أمينة ، وحقائق ثمينة ، تزيد في شوق الطالب ، وسوق الراغب ، إلى مقاييس الحياتين ، العلمية الأدبية ، والدينية الأبدية .
وإنّي على قصور باعي وقلّة اطلاعي ، أرى النفع المتفنّن به الكثير ، بما أضاء وعبّد المسير ، نشكره على تلك النهضة العالية ، والخدمة الغالية ، التي قام بها وحده في الحاضر كالماضي ، حبّاً لنشر المراضي ، فلقد تصدّى لها بسعي منه مرير ، وجهد عنه كبير ، أنعِم بها ثم أنعِم بها ، فلا ينبئك مثل خبير ، شكر الله تعالى سعيه هذا وسائر مساعيه ، وأبلغه أعلى مراقيه .
والسلام عليه ورحمة الله وبركاته .
حرّره العبد الخاطئ عليّ الحسيني بهشتي في سادس عشر من شهر محرم سنة ألف وأربعمائة وأربع من الهجرة النبوية على مهاجرها آلاف صلاة وسلام وتحية ، والحمد لله .