فأخرج منها كتب فيها كتابا الشفاء والنجاة لابن سينا ورسائل اخوان الصفا وكتب الفلاسفة ، وتعدى اللعن إلى الشيخ عبد القادر والإمام أحمد بن حنبل [1] .
3 - الشيخ أحمد الرفاعي المتوفى سنة 578 وإليه تنسب الطريقة الرفاعية .
4 - الشيخ حياة بن قيس الحراني شيخ أهل حرّان ، وكان صاحب زاوية وأتباع .
وإنّ كلّ من ذكرنا من علماء وشعراء وأصحاب طريق في التصوف - فيما رأيت عاجلاً - لهم ذاتيات في الشعور بالتفوق ، والشعور بالأهمية الشخصية ، فهو يعتمد سلوك المهاجمة والنقد المطلق بدل سلوك التقييم لأفكار الآخرين وسماع الرأي الآخر ، وما من شك فإنّ سلوكهم ذلك له حيثيّات مؤثرة في أتباعهم وأشياعهم ، ولا نعدم من بين ميزان بعضهم نقد الأوائل ، وروح التجديد ، وحيث أنّ المرء النابه لا يفوته ذلك النقد دون تمحيص ، وليس أنفع من التمحيص في هذا الباب لنبذ الهامشيات والتزام اللباب ، وبعده لا شك إمّا يكون من أنصاره إن اقتنع بحجته ، أو يقف ضده ، وعلى هذا فما يدرينا أنّ المصنف لم يكن متأثّراً ببعض أولئك وهو هو في نباهته ، وهم في عصره بل عايش بعضهم في بلده .
فمثلاً نجد شاعراً حليّاً مثل شميم الحلي المتوفى سنة 601 يكاد يتفجر ثورة على من سبقه من الأوائل ، وينعى عليهم منهجية تأليفهم فيقول :
( إنّ الأوائل جمعوا أقوال غيرهم وأشعارهم وبوّبوها ، أما أنا فكل ما عندي من نتائج أفكاري ، وكنت كلما رأيت الناس مجمعين على استحسان كتاب في نوع من الآداب استعملت فكري وأنشأت من جنسه ما أدحض به المتقدم ) [2] .