responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقدمة تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 40


وهكذا تتوالى الفتن والحروب بين السلاجقة أنفسهم وبينهم وبين الخلافة ، وكذلك ما كان يحدث بين المماليك في الديار الشامية حيناً وبينهم وبين الفرنجة أحياناً كثيرة ، ولم يسلم المسلمون من أوار تلكم الفتن حتى في آمن الشهور والبلاد حين يذهبون لأداء فريضة الحج ، فكم خرج الإسماعيلية على حجاج خراسان فقتلوا وسبوا واستباحوا الركب [1] .
ومرّ بنا ما كانت تقوم به قبيلة خفاجة من قطع طريق الحاج ونهب الأموال ، وقتل النفوس البريئة ، ولم يكن ذلك يحدث في الطريق فحسب ، بل ذكر ابن الجوزي في المنتظم انّ في سنة 557 ه‌ وصل الحاج إلى مكة فلم يدخلوا أكثرهم لفتن جرت . . . ورجع الأكثرون إلى بلادهم ولم يحجوا [2] .
وإذا لم يكن المصنّف قد سمع بتلكم الأحداث بكامل تفاصيلها ، فلا أقل انّه سمع مجملها ، كما لا بدّ أنّه سمع بانقراض دولة الفاطميين بمصر ، ودولة السلاجقة بالمشرق ، ودولة الملثمين بالمغرب ، وهل يمكن أن يتم في ذلك الوقت انقراض دولة وقيام أخرى بدون السيف ؟
أمّا على الصعيد الفكري ، فلا يبعد انّه بلغه خبر الفتنة في سنة 560 ه‌ التي وقعت بأصبهان - وكانت فتنة هائلة - سببها التعصب المذهبي البغيض .
قال الذهبي : وبقي الشر والقتال ثمانية أيام قتل فيها خلق كثير ، وأحرقت فيها أماكن كثيرة [3] .
وتتكرّر المأساة في سنة 582 ه‌ أيضاً بأصبهان بين الحنفية والشافعية ، وفي الري بين السنّة والشيعة ، وكذلك نشب في الشام صراع هائل بين الشافعية والحنفية ،



[1] - العبر 4 : 146 .
[2] - المنتظم 10 : 202 .
[3] - العبر 4 : 196 .

نام کتاب : مقدمة تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست