وأمّا نار الصراعات السياسية ، والمنازعات المذهبية التي اشتد أوارها ، حتى ذهب ضحيتها خلق كثير ، فلم يسلم منها صقع إسلامي ، فابتداءً من المشرق حيث خرج الغز - وهم قوم من التركمان فيما وراء النهر - على خراسان في سنة 548 ه فالتقاهم سنجر السلجوقي بعسكره ، فاستباحوا عسكره قتلاً وأسراً حتى قال الذهبي [1] وعملوا بخراسان ما لا تعمله الكفار من القتل والسبي والخراب والمصادرة والعذاب ، ولم يسلم منهم سوى هراة ، واستباحوا نيسابور فقتلوا فيها قتلاً ذريعاً ، ولقد أحصي في محلة في نيسابور خمسة عشر ألف قتيل ، وأخذوا بلخ ، وأسروا السلطان سنجر وأذلّوه [2] .
قال الذهبي في العبر 4 : 135 له اسم السلطنة وراتبه من الغز راتب سائس وانّه يبكي على نفسه .
ومروراً ببغداد حيث نازلها محمّد شاه السلجوقي في سنة 552 ه بعسكره ، وأعانه زين الدين عليّ كوجك ، واختلف عسكر المقتفي عليه ، فقاتلت العامة ، ونهب الجانب الغربي ، واشتد الخطب واقتتلوا في السفن أشد قتال ، ودام الحصار نحو شهرين وقتل خلق من الفريقين [3] .
وإمعاناً في الشمال حيث نجد الكرج في أرمينية واذربايجان تعيث في الأرض فساداً ، فتقتل وتسبي دون رادع وذلك في سنة 560 ه .
أمّا في المغرب الإسلامي فانّ الفرنج أخذوا عسقلان بعد عدّة حصارات وذلك في سنة 548 ه .