ومنها : كارثة الجفاف التي اجتاحت مصر فكانت المجاعة العظيمة ، والتي جرت فيها أمور تجاوزت الوصف حتى قال الذهبي : وأما أكل لحوم الآدميين فشاع وتواتر [1] .
وإذا لم تكن جميع تلكم الحوادث قد طرقت سمعه بكامل تفاصيلها ، فلا أقل أنّه سمع أخبارها مجملة ، وهل يعقل انّه لم يسمع بما قاله المنجمون في سنة 582 ه فأرجف الناس بما قالوا ، حين أجمعوا في جميع البلاد على انّ خراب العالم سيكون في شعبان من تلك السنة عند اجتماع الكواكب الستة في الميزان بطوفان الريح ، وخوّفوا بذلك الأعاجم والروم ، فشرعوا في حفر مغارات ومخابئ نقلوا إليها الماء والأزواد ، وتهيّأوا لذلك ، فلما كانت الليلة التي عيّنها المنجمون لمثل ريح عاد ، قال العماد الأصبهاني : ونحن جلوس عند السلطان والشموع توقد فلا تتحرك ، ولم نر ليلة في مثل ركودها [2] .