1 - ورود الخليفة المقتفي سنة 547 ه إلى الحلة ، عرّج عليها بعد أن خرج إلى واسط لاخضاع المتمردين بها ، وكان أمير الحلة مهلهل بن أبي العسكر الجاواني - وهو من الأكراد - فهرب من المقتفي .
وفي هذه السنة 547 ه سيّر ملك شاه السلجوقي سلاّر كرد إلى الحلة ، فدخلها وملكها باسم السلطان ملك شاه ، وعلم المقتفي بذلك ، فأرسل إليها مسعود بلال شحنة بغداد فاستولى عليها ، وكان سخيف العقل ، قليل الدين بعيداً عن الخير ، قريباً من الشر - هكذا وصفه المؤرخون - فلم يرضه المقتفي وسيّر إليه عسكراً بقيادة الوزير عون الدين ابن هبيرة ، فملك الوزير الحلة بعد قتال انهزم فيه مسعود بلال ، ونادى أهل الحلة بشعار الخليفة ، وجعل الوزير الأمير قويدان أميراً عليها ورجع إلى بغداد .
ولا شك أنّ هذه الحوادث أدركها المصنّف في صغره وهو ابن أربع سنين وخلّفت في نفسه ذكريات أليمة ، وذكريات الصغر تبقى في النفس كالنقش في الحجر ، ولا بدّ أنّه أدرك في سنة 550 مشهداً لموكب الخليفة حين مر بالحلة في طريقه إلى الكوفة والنجف ، حيث ودّع الحجاج في النجف ثم عاد إلى بغداد [1] .
ولما كان عمره ثمان سنين أدرك عودة مهلهل الجاواني إلى الحلة حين استغل محاصرة السلطان السلجوقي لبغداد في سنة 551 552 ه وكانت الحلة بيد بني عوف وهم من الحليين الأسديين .
ولما كان عمره اثنتي عشرة سنة مات المقتفي في سنة 555 ه وتولّى الخلافة ابنه المستنجد ، واستعمل المستنجد على الحلة الأمير قيصر شحنة وهو من مماليكه .