وقال يعقوب بن شيبة في مسند عمّار : حدّثنا مسلم بن إبراهيم ، حدّثنا ربيعة بن كلثوم بن جبر ، حدّثنا أبي قال : كنت بواسط القصب عند عبد الأعلى ابن عبد الله بن عامر ، فقال الآذن : هذا أبو الغادية الجهني فقال : أدخلوه ، فدخل رجل عليه مقطعات ، فإذا رجل ضرب من الرجال كأنّه ليس من رجال هذه الأُمة ، فلمّا أن قعد قال : بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قلت : بيمينك ، قال : نعم ، قال : وخطبنا يوم العقبة فقال : ( ( يا أيّها الناس إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام - الحديث - ) ) .
وقال في خبره : وكنّا نعدّ عمّار بن ياسر فينا حناناً ، فوالله إنّي لفي مسجد قباء إذ هو يقول : إنّ نعثلاً فعل كذا - يعني عثمان - ، قال : فوالله لو وجدت عليه أعواناً لوطئته حتى أقتله ، فلمّا كان يوم صفّين أقبل يمشي أول الكتيبة راجلاً ، حتى إذا كان بين الصفين طعن الرجل في ركبته بالرمح وعثر فانكفأ المغفر عنه فضربه فإذا رأسه ، قال : فكانوا يتعجبون منه أنّه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ( إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام ) ) ثم يقتل عمّاراً .
فأخبر عمرو بن العاص فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ( قاتل عمّار وسالبه في النار ) ) فقيل لعمرو : فكيف تقاتله ؟ فقال : إنّما قال قاتله وسالبه .
وقال ابن عبد البر في ترجمة أبي الغادية في أول باب الغين من الكنى : وكان محباً في عثمان وهو قاتل عمار بن ياسر رحمة الله عليه ، وكان إذا استأذن على معاوية وغيره يقول : قاتل عمار بالباب ، وكان يصف قتله له إذا سُئل عنه لا يباليه ، وفي قصته عجب عند أهل العلم . روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما ذكرنا انّه سمعه عنه ثم قتل عمّاراً رضى الله عنه .