وفي مسند أحمد عن خالد بن الوليد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( ( من عادى عمّاراً عاداه الله ، ومن أبغض عمّاراً أبغضه ) ) وقد كتبت عدة كتب في ترجمته ، وفي تراجم الصحابة الكثير عنه ممّا روته وقالته الصحابة نحو خبر عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ( ما خيّر عمّار بين أمرين إلاّ اختار أرشدهما ) ) رواه الترمذي بإسناد صحيح على شرط مسلم .
وكان عمّار يجاهد في صفّين ، وينادي بين الصفين : الرواح الرواح إلى الجنّة . ولمّا استسقى فسقي اللبن كبّر وقال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : آخر شرابك من الدنيا وتقتلك الفئة الباغية ، فاعترضه أبو الغادية الفزاري فقتله ، فعلى أبي الغادية لعنة الله ولعنة ملائكته ورسله أجمعين .
وأوصى عمّار أن يدفن بثيابه ، فدفنه الإمام كذلك ولم يغسّله ، وكان آدم لا يغيّر شيبه ، وكان عمره الشريف يوم قتل 93 أو 94 سنة .
وممّا يضحك الثكلى أنّ كتب الصحابة ترجمت لأبي الغادية قاتل عمّار ، فجاء فيها انّه الجهني ، وذكرت عنه سماعه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ( لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ) ) وقوله : ( ( إنّ دماءكم وأموالكم حرام ) ) وذلك من خطبته صلى الله عليه وآله وسلم عند العقبة .
ففي الإصابة في أول حرف الغين المعجمة ( القسم الأول ) ذكرت ترجمته [1] ، وتفانى ابن حجر في إثبات صحبته نقلاً عن البخاري ومسلم وابن معين وابن سميع والحاكم أبي أحمد وغيرهم ، وكلّهم وصفوه بأنّه قاتل عمّار .