responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقدمة تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 32


وأنماط سلوكه وحدود حرياته ومعالم القيود والمحرمات والتقاليد والمثل ، يستمدها رويداً رويداً من أبويه وأسرته وحلقته الاجتماعية ) ) [1] .
والإنسان هو الإنسان في كلّ زمان وفي كلّ مكان ، لا يمكن أن يتخلّى عن دوافع الحب أو البغض مهما اشتجرت الحروب واضطربت الأفكار ، أو ركدت الرياح وهدأت الأحوال ، فهو يتذوّق الحياة تبعاً لما تخلّفه طعوم الأحداث من حلاوة ومرارة .
فإذا تميّز إنسان عن آخر في زمان أو مكان ، فيصف حالة عاشها هو أو غيره من أبناء عصره بما فيها من عدل مقيم أو ظلم عميم ، فما ذلك إلا من تذوق الحياة تبعاً لما تركته الأحداث في نفسه من أثر ، يدل على الملامح الاجتماعية .
فعصر المصنّف كان فيه التنازع والحروب الدامية بين الفرنج وبين المسلمين ، وبين المسلمين أنفسهم ، كما كان بين السلاجقة والعباسيين وبين المماليك في الشام والفاطميين بمصر ، سوى ما كان من أحداث كونية وزلازل عظيمة ، وآفات تسبب المجاعات ، وغير ذلك مما يترك كله آثاراً دامية في القلوب .
وما دمنا بصدد الحقبة التاريخية لعصر المصنّف ، والتي عاشها وصنف فيها وكان جميع نتاجه - وكتابنا التعليق هذا - من بعض ثمارها ، فمن الخير أن نلمّ في عرض موجز بجملة تلك الأحداث التي تخص الحلة ، والتي لم تسلم أيضاً من المفارقات والفوضى شأنها شأن بقية البلاد الاسلامية الأخرى ، متبعين التسلسل الزمني في وقوعها ، ثم عرض بقية الأحداث الجسام مصنفة إلى أحداث كونية ، وأخرى سياسية ، وثالثة فكرية ، وكلها وبالتحديد قبيل النصف الثاني من



[1] - الدكتور فخري الدباغ ، الانتماء ، مجلة العربي العدد 124 مارس سنة 1969 م .

نام کتاب : مقدمة تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست