من أن تذكر في هذه السطور ، لأنّها إحدى أُمهات المؤمنين التسع ، وتميّزت عنهنّ جميعاً في عدة جوانب ( الأول ) دورها في الحياة السياسية حيث ساندت الشيخين ، وشاكست الصهرين ، حتى نادت بقتل عثمان ، ومن بعده خرجت بحجة الطلب بدمه فحاربت عليّاً ، فكانت موضع ملامة ، حتى ورد أنّها بعد حرب الجمل كانت تشعر بخيبة أمل ، وقيل كان ذلك هو الندم فهو التوبة لأنّها خرجت من بيتها الذي أمرها الله أن تقرّ فيه : * ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ) * [1] .
والجانب ( الثاني ) الذي تميّزت فيه عن بقية أُمهات المؤمنين ، هو كثرة حديثها حتى فاقت في ذلك ما رواه جميع الخلفاء الأربعة ، وما روته جميع أُمهات المؤمنين ، وجميع ما رواه أهل البيت ، وهذا الطوفان فسح المجال للتشكيك في كثرة المنسوب إليها ، وكثرت علامات الاستفهام ، كيف يمكن أن تفوق جميع من ذكرناهم في كثرة روايتها ، خصوصاً فيما ورد عنها ممّا يتعلّق بالجنس ممّا طغى على رواياتها ، ومن راجع مسند أحمد في ذلك يجده واضحاً .
والجانب ( الثالث ) دعمها اللا محدود للحكم الأموي أيّام معاوية ، حتى كانت أحد الروافد الثلاثة التي مدّت الحكم بما يحتاج إليه من مساندة ، وكان مثلها ابن عمر ، وزاحمهما أبو هريرة حتى سبقهما في المكانة ممّا جعل عائشة تندّد به وتعلن كذبه .
ولم يجبن هو عن رد الصاع بصاعين حيث كان يجلس عند حجرتها ويعرّض بها قائلاً : إسمعي يا صاحبة الحجرة ، وثمة جوانب دون ما ذكرناه كنّا