جرير الطبري صاحب التاريخ خبر يوم الغدير وطرقه من خمسة وسبعين طريقاً ، وأفرد له كتاباً سمّاه كتاب الولاية .
وذكر له مترجموه كتباً أُخرى نفيسة ، فكان منها كتاباً ذكر فيه اختلاف الفقهاء ولم يذكر فيه ابن حنبل ، فقيل له في ذلك ، فقال : لم يكن فقيهاً وإنّما كان محدّثاً ، فعظم ذلك على الحنابلة ، وكانوا لا يحصون عدداً في بغداد فنقموا عليه ، واتهموه بالإلحاد وهو لا يهمّه ذلك لزهده وقناعته بما كان يرد عليه من قرية خلّفها أبوه في طبرستان ، فلمّا توفي في شوال سنة 310 دفن ليلاً في داره ، لأنّ العامة اجتمعت ومنعت دفنه نهاراً ، ورثاه من أهل الأدب خلق كثير منهم ابن دريد بقصيدة طنانة - كما في طبقات المفسّرين - يقول فيها :
انّ المنية لم تتلف به رجلا * بل أتلفت عَلماً للدين منصوبا كان الزمان به تصفو مشاربهُ * والآن أصبح بالتكدير مقطوبا كلا وأيّامه الغرّ التي جُعلت * للعلم نوراً وللتقوى محاريبا أودى أبو جعفر والعلم فاصطبحا * أعظم بذا صاحبا أو ذاك مصحوبا ودت بقاع بلاد الله لو جُعلت * قبراً له فحباها جسمه طيباً مصادر ترجمته كثيرة ، وحسب الباحث الاطلاع على ما في مقدّمات كتبه التفسير ، والتاريخ ، وتهذيب الآثار الطبعات المحققة ، ومراجعة تاريخ بغداد ، والمقفى للمقريزي ، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي ، وطبقات المفسّرين للداوودي ، والكنى والألقاب للقمي ، وغير ذلك كثيراً .
55 - عائشة : هي ابنة أبي بكر بن أبي قحافة وأُمها أُم رومان ، وهي أشهر