نربأ بها عن أن تخوض فيها ، وتسكن حيث أمرها الله تعالى أُسوة بباقي الأزواج .
وأخيراً فلها تاريخ حافل بما لها وما عليها ، وقد كتبت عدة كتب عنها ، مثل كتاب ( الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة ) للزركشي ، ومنها ( عائشة والسياسة ) لسعيد الأفغاني ، و ( السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق ) للعقاد ، وغير ذلك .
56 - عبد الرحمن بن أبي ليلى : الأنصاري المدني الكوفي فقيهها وقاضيها ، حدّث عن أبيه وعمر وعثمان وعلي وسعد وحذيفة والمقداد وغيرهم ، وكان أبوه أبو ليلى صحابي شهد أُحداً وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم انتقل إلى الكوفة فسكنها ، وحضر مع عليّ بن أبي طالب عليه السلام مشاهده ، وقتل معه بصفين ، وأمّا ابنه عبد الرحمن صاحب الترجمة فتابعي جليل كبير ، قال عطاء بن السائب عن عبد الرحمن : أدركت عشرين ومائة من الأنصار صحابة .
قال ابن حجر في تهذيبه : اتفقوا على انّه فقد في وقعة دير الجماجم مع ابن الأشعث سنة 82 [1] ، وقيل غرق بدجيل ، والله أعلم .
وحكى جملة أقوال في عدم سماعه من عمر ، وختم ابن حجر ترجمته بما عن حفص بن غياث عن الأعمش قال : سمعت عبد الرحمن يقول : أقامني الحجّاج ، فقال : العن الكاذبين ، فقلت : لعن الله الكاذبين ، عليُّ بن أبي طالب وعبدُ الله بن الزبير ، والمختارُ بن أبي عبيد .
قال حفص : وأهل الشام حمير يظنون أنّه يوقعها عليهم ، وقد أخرجهم منها ورفعهم [2] .