هذا مبنيّ على الاختصار ، فلا يليق به البسط والتطويل والإكثار ، فاقتصر فيه إن شاء الله تعالى على الإشارة إلى نبذ من تلك المقاصد . . . .
ثم ساق أكثر من عشرين صفحة فيها حتى المزايدات والمناقب والرؤى فراجع [1] .
49 - شريح : هو ابن الحارث بن قيس القاضي الكوفي ، أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يلقه ذكره خليفة في الطبقات 1 : 330 وانّه من الأبناء الذين باليمن وعداده في كندة . أقول : والأبناء في اليمن أمهاتهم عربيات وآباؤهم من الفرس .
ولي القضاء بالكوفة أيّام عمر فمن بعده فبقي على قضائها ستين سنة ، وقد روى ميسرة عنه قال : وليت القضاء لعمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد بن معاوية ولعبد الملك إلى أيّام الحجّاج فاستعفيت الحجّاج ، وكان له يوم استعفائه مائة وعشرون سنة وعاش بعد استعفائه سنة ، وله نوادر في القضاء لا تخلو من مزحة .
وفي حياة الحيوان للدميري ( ثعلب ) قيل للشعبي : يقال في المثل إنّ شريحاً أدهى من الثعلب وأحيل ، فما هذا ؟ فقال : خرج شريح أيّام الطاعون إلى النجف ، فكان إذا قام يصلي يجيئ ثعلب فيقف تجاهه ويحاكيه ويتحيل بين يديه ويشغله عن صلاته ، فلمّا طال ذلك عليه نزع قميصه فجعله على قصبة وأخرج كميّه وجعل قلنسوته عليها ، فأقبل الثعلب فوقف بين يديه على عادته ، فأتاه شريح من خلفه وأخذه بغتة ، فلذلك يقال شريح أدهى من الثعلب وأحيل .