الخامسة عشرة من عمره ، لحصول إحدى علامات البلوغ الأخرى من إنبات الشعر الخشن على العانة ، أو الاحتلام ، فلاحظ .
ومهما يكن فإنّ ولادته كانت بعد الأربعين والخمسمائة ، ولا معنى لما ذكره بعض الباحثين المتأخّرين من انّ ولادته كانت في سنة 558 [1] ، ولعلّه توهم ذلك مما ذكر عن خط الشيخ الشهيد ، ولم يتدبر في نقله قول المصنّف : بلغت الحلم سنة ثمان وخمسين وخمسمائة . فتخيّل ذلك سنة ولادته .
أما صاحب النخبة فقد نظم سنة ولادته بالحساب الأبجدي وأنّها سنة 543 وحكاها عن النجيب ابن نما الحلي فقال :
ثم ابن إدريس من الفحول * ومتقن الفروع والأصول عنه النجيب ابن نما الحلي حكى * جاء مبشّراً مضى بعد البكا [2] وإذا حسبنا لفظ مبشراً بالحساب الأبجدي الذي يستعمله أصحاب أدب التاريخ [3] فيكون 543 ، كما أنّ عمره يوم مضى لربّه كان 54 وهو ما نظمه بقوله مضى بعد البكا فلفظ البكا يساوي 54 ، وهذا يعني وفاته بعد سنة 597 ه وهو ما نصّت عليه المصادر المعنيّة وأنّها كانت سنة 598 ه .
أمّا نشأته فلا تقلّ عن نشأة أمثاله من أبناء بيئته في الخطوط العامة ، ونظراً لعدم توفّر المعلومات الكافية عن دقائق النشأة الخاصة ، فلا مناص من الإلمام