2 - وقال الآلوسي في كتابه [1] وهو يذكر جماعة من مصنفي الشيعة : وابن إدريس المفتري على الشافعي المشهور ، والذي جرأه على ذلك مشاركته له في الكنية ؟
ولا أريد أن أدفع عن المصنّف معرة هذه الفرية التي لا أساس لها ، ولكن أود أن ألفت النظر إلى هذا الكشف الرائع الذي زفّه هذا المتأخر في كتابه إلى القرّاء بدون حساب ، وهو أنّ المشاركة في الكنية تستدعي الجرأة لتطاول أحد الشريكين ليفتري على الآخر ؟
وحبّذا لو أنّه أيّد دعواه بذكر شاهد واحد افترى فيه المصنّف على الشافعي ، ولعله - والله العالم - قرأ قول المصنّف في كتاب الطهارة في أحكام الأموات حيث نقد المصنّف حكاية الشيخ الطوسي إلقاء الطير يد عبد الرحمن بن عتاب - وهو ممن قتل يوم الجمل بالبصرة - بمكة المكرمة ، وكان الشيخ الطوسي يوافق في ذلك رأي الشافعي ، لكن ابن إدريس حكى عن البلاذري انّه قال : وقعت في اليمامة ، وقال : وهو الصحيح إذ البلاذري أبصر بهذا الشأن ؟ !
ومهما تكن الغرابة في قول الآلوسي فليست هي كالغرابة في مزاعم كاتب جلبي في كتابه كشف الظنون : 220 / 1281 حيث قال : والكتب المؤلّفة على مذهب الإمامية الذين ينتسبون إلى مذهب ابن إدريس أعني الشافعي رحمه الله كثيرة ، منها شرائع الإسلام وحاشيته والبيان والذكرى والقواعد والنهاية ، الذي أغفل ذكر محمّد بن إدريس العجلي الحلي وأغفل ذكر مؤلفه السرائر .