غريبة لم يوافقه عليها مجتهد ولا أخباري ، مع أنّه لم يقدح ذلك في علمه وفضله .
ولم يرتفع صيت هذا الخلاف . . . إلا من زمن صاحب الفوائد المدنية سامحه الله تعالى . . . فإنّه قد جرّد لسان التشنيع على الأصحاب . . . فإنّهم رضوان الله عليهم لم يألوا جهداً في إقامة الدين وإحياء سنّة سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم إلى آخر كلامه زيد في علو مقامه .
وسيأتي كلامه في حق ابن إدريس نقلاً عن كتابه ( لؤلؤة البحرين ) وفيه إطراء فاخر وثناء عاطر سنذكره مع أقوال المادحين .
بقي علينا أن نشير إلى أنّ بعض الأعلام المتأخّرين ذكروا ابن إدريس في كتبهم ، وغمزوا قناته دون ملاحظاتهم قناعاته ، ولا أطيل بسرد جيمع ما قالوه ، وحسبي الإشارة إلى كتبهم دون نقل أقوالهم إذ ليس فيها مزيداً من جديد ، فمن أراد أن يلاحظها فليرجع إليها وهي :
1 روضات الجنات للسيّد الخوانساري 6 : 274 290 تحقيق أسد الله إسماعيليان وقد مرت الإشارة إلى بعض ما فيه .
2 تنقيح المقال للشيخ المامقاني 2 : 77 ط الحجرية بالمطبعة المرتضوية سنة 1350 وقد مرت الإشارة إلى بعض ما فيه .
3 قاموس الرجال للشيخ التستري 8 : 45 المطبعة العلمية بقم .
ماذا قال المادحون ؟
ليس في ذكري لأقوال المادحين للشيخ ابن إدريس إلا نافذة على ما احتلّه من مكانة كانت موضع إعجاب المحققين من علماء الفريقين ، كما مرّ بنا أقوال الناقدين له من الفريقين ، ولم يكن نقد علماء السنّة ومنهم الدهلوي والآلوسي وكاتب جلبي إلا من جهة مشابهته لإمام الشافعية في الاسم والكنية