وهذا القول من هذا المتأخّر دال على قلّة تأمل وإقدام على الشيخ ، ونسبة له إلى متابعة الشافعي من غير دلالة ، وليس الأمر كما ذكره ، بل هذا منقول عن أهل البيت ( ، ذكره ابن بابويه فيمن لا يحضره الفقيه ، والشيخ رحمه الله في تهذيب الأحكام . . . ) .
6 - وما ذكره في كتاب الطهارة في أحكام الأموات أيضاً قال تعقيباً على نقد المصنّف لكلام الشيخ الطوسي بجواز تميز صاحب المصيبة في هيئته : ( قال بعض المتأخّرين : الذي تقتضيه أصول مذهبنا انّه لا يجوز اعتقاد ذلك وفعله ، لأنّ ذلك حكم شرعي يحتاج إلى دليل شرعي [1] ، وما ذكره هذا المتأخّر غلط ، لأنّ الشيخ لم يدعّ استحبابه ، بل ادّعى جوازه ، وكل ما لم يوجبه العقل والشرع ولم يحرّمه فإنّه جائز . . . ) .
وعلى هذا النحو الهادئ كانت تعقيبات المحقق الحلي على كلام المصنّف في مقام النقد والتمحيص ، فهو كما ترى لم يصرح باسمه ، وانّما كنّى عنه ببعض المتأخّرين ، وقد أحصيت أكثر من عشرة مواضع أخرى [2] ، لم يجاوز ذلك التعبير ، كما لم أجد فيها في مقام النقد شدّة في الحساب أو تطاولاً ، ولعل أقسى ما قاله عنه حين رد على المصنّف اعتراضه قول أصحابنا : إذا زالت الشمس دخل وقت الصلاتين ، بأنّ الحذاق وأصحاب الحديث ينكرون هذا اللفظ . . . [3] فقال المحقق : ( ومع تحقق كلامهم يجب الاعتناء بالتأويل ، لا الاقدام بالطعن ، على أنّ فضلاء الأصحاب رووا ذلك وأفتوا به ، أفترى لم يكن فيهم من يساوي هذا الطاعن في الحذق ) [4] .