responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقدمة تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 12


أقول : والآن وبعد أن دارت سفينتنا وحارت ، حتى إذا استوت على جوديّ التمام ، وقلنا : الحمد لله ربّ العالمين ، الذي وفقني لعمل صالح يرضاه - إن شاء الله - ويسّر لي سبيل عمل أحببته ، وطالما تمنيت على الآخرين تحقيقه .
فأشكره - جل اسمه - أن طبع حب هذا العمل النافع - إن شاء الله - في قلبي حتى جعلني أجد فيه لذة نفسية ، ومتعة روحية ، ولهواً بريئاً ، فأسأله أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ، وأن ينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
أقول : وبعد هذا كلّه ألا يحق لسائل أن يسأل ، وقائل أن يقول : فما الفائدة من بذل كلّ ذلك الجهد في تحقيق كتاب فقهيّ ، مرّ على تصنيفه أكثر من ثمانية قرون ، فهو لا يصلح لأبناء عصرنا ، وقد تطوّرت المقاييس ، وتبدّلت المفاهيم والنواميس ، وأصبح هذا الكتاب وأمثاله ، ممّا ينبغي أن يأخذ مكانه في رفوف المتاحف وبين دمى الآثار ، إذ لا تشدّه وحاجة العصر أيّ رابطة ؟ !
هكذا قد يقول قائل ، أو يسأل سائل .
ولكنها قولة لا تخلو من التجنّي الظالم ، فليس الهدف من تحقيق الكتاب هو حاجة العصر الملحّة ، وإنّما الهدف هو حاجة العصر إلى ربط حلقات مجد الأمة من ماضٍ مشرق ، بحاضر معاصر ، وإعداده لمستقبل مأمول ، لأنّ الحاضر ثمار الماضي والمستقبل جني الحاضر ، وبذلك نكون قد وفّرنا مصدراً من مصادر التراث الثقافي لأبنائنا ، وكشفنا لهم عن ركيزة من ركائز عزّهم وفخرهم ، وما الشموخ إلا بتلك الصروح التي أقامها آباؤنا وأجدادنا بأقلامهم الخيّرة وعقولهم النيّرة .
فليعرف الجيل الحاضر ما كان عليه سلفه الصالح من مثابرة ومصابرة ، فيتخذ من سيرتهم مثلاً رائعاً في الطموح ، والتشمير عن سواعد الجد لخدمة الأمة في ماضيها وحاضرها ومستقبلها .

نام کتاب : مقدمة تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست