مواقفه في كتابه السرائر ، وجرت فكرة تحقيق ذلك الكتاب ، وحبّذا لو قامت جمعية المنتدى بذلك ، وهكذا انتهى الحديث بياليت وحبّذا .
وظلّت الفكرة تراودني بين حين وآخر ، حتى أذكر انّي اقترحت على شيخنا المرحوم سماحة العلاّمة الجليل الشيخ عليّ سماكة الحلي رحمه الله أن يتولّى تحقيق كتاب السرائر بنفسه ، وذلك بعد أن تفرّغ للقيام بشؤون إمامة جامع ابن إدريس في الحلة ، وهو اقتراح وجيه - في نظري - نظراً لفضل الشيخ المقترح عليه ومقامه العلمي وقيامه بإمامة جامع ابن إدريس ، فمن أولى منه بتحقيق كتاب صاحب المقام ولكنه رحمه الله اعتذر بكثرة أشغاله .
وبقيت الفكرة في نفسي تعيش كذبالة يمدها زيت الأماني بما يشبّ وقدتها عند الحديث عن ابن إدريس أو كتابه السرائر أو عن الحلة وتراثها العلمي ، وقلّما جرى الحديث إلا وأبديت رغبتي ، وألححت في تحقيق أمنيتي وتساءلت - مراراً - مع نفسي ، لماذا كلّ هذا الإلحاح على الناس ؟
أكلّ ذلك اشتياقاً إلى رؤية الكتاب محققاً ، فلماذا لا أقوم به أنا ؟ وأنا واحد من أولئك الناس الذين يذعنون للكتاب وصاحبه بالفضل .
فما أعتذر به لنفسي مما يحول دون تحقيق الفكرة ، ربما كان عذر الآخرين فيه أوسع فكانوا أعذر ، فلنترك ذلك جانباً .
ومع ذلك فلم تبعد الفكرة عنّي كثيراً ، ولا التحدّث بها في كلّ مناسبة تعرض لها ، ولعل ذلك لمحظوظية الكتاب ، فإنّ للكتب حظوظاً كحظوظ الناس . ولقد تبنّت جمعية منتدى النشر في النجف الأشرف فكرة تحقيق الكتاب ، وتشكّلت لجنة ثلاثية من ذوي الاختصاص لذلك الغرض كنت أحدهم ، ثم طرأ تغيير وتأخير ، وجرت خطوب ذكرتها في ذكرياتي ، استقر الكتاب أخيراً عندي فتولّيت أمره لوحدي ، ومن الله سبحانه أستمدّ العون والتوفيق إنّه خير رفيق .