اللّهم صلّ على محمّد وآله كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد .
فكرة التحقيق ، وتحقيق الفكرة :
وبعد فهذه :
سطور تتضمّن الحديث عن فكرة كانت اشراقتها في النفس كومضة البرق الخاطف ، لكنها لم تنطفِ تماماً ، ولم تخبُ أبداً ، بل كانت تزداد سنة بعد أخرى تألّقاً وإشراقاً .
وكان من إشراقها ما يكفي لتأجيج نفثة مصدور تعتلج بين حين وآخر ، وإن مضى على ومضتها الأولى أكثر من ربع قرن من الزمان [1] .
أمّا الفكرة فهي تحقيق كتاب السرائر ، الحاوي لتحرير الفتاوي تصنيف الشيخ محمّد بن إدريس الحلي رحمه الله من أعلام القرن السادس الهجري ، والحديث عنها ذو شجون وشجون . فمن أين أبدأ وإلى أين سوف أنتهي ، وأنا أعيش الفكرة منذ ربع قرن ، وأعيش تحقيقها منذ سبع سنين معطاءة وليست عجافاً كسني سيدنا يوسف عليه السلام .
وتشدّني مع هذه الفكرة ذكريات مؤلمة لا تخلو إعادة الحديث عنها من أسى ومرارة ، فهي تذكرني بفقدان شيوخ أماثل ، وأعلام فطاحل ، كانت لي معهم أحاديث حول الموضوع .
ولعل أقدم ما تضمّه ذاكرتي ما يعود إلى اليوم الذي التقيت فيه شيخنا الراحل سماحة الحجة الجليل الشيخ محمّد رضا المظفر قدس الله روحه - رئيس جمعية منتدى النشر - فدعاني إلى استماع محاضرة له عن الشيخ الطوسي مؤسس جامعة النجف ، في قاعة المجمع الثقافي في مقر جمعية منتدى النشر ، فاستجبت لدعوته ، واستمعت لمحاضرته ، واستفدت من مناقشته حول موقف ابن إدريس من الشيخ الطوسي وصلابة